للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البيضاوي: وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه في كلمتي الشهادة، وجعل طاعته طاعته، انتهى، يشير إلى قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠] ، {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: ٦٢] ، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَه} ، {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُول} [آل عمران: ١٣٢] .

وقول قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله انتهى.


بنبيها لاختصاصها به، دون من عداه من الأمم والرسل، وهذا في غاية الظهور.
"قال البيضاوي: وأي: رع مثل أن قرن اسمه باسمه في كلمتي الشهادة، وجعل طاعته طاعته"، وصلى عليه في ملائكته، وأمر المؤمنين بالصلاة، وخاطبه بالألقاب، وإنما زاد ذلك ليكون أيها ما قبل إيضاح، فيفيد المبالغة. "انتهى" كلام البيضاوي بما زدته، فاقتصر المصنف على حاجته منه هنا لأجل شرحه بقوله.
"يشير" البيضاوي "إلى قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠] فجعل طاعته طاعته، {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} أحق بالإرضاء بالطاعة والوفاق وتوحيد الضمير لتلازم الرضاءين؛ ولأن الكلام في إيذاء الرسول وإرضائه، أو؛ لأن التقدير، والله أحق أن يرضوه والرسول، كذلك قاله في الأنوار.
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: ٧١] ، {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُول} [آل عمران: ١٣٢] ؛ لأنه بمعنى: {وَأَطِيعُوا الرَّسُول} ، فجمع بينهما بواو العطف المشتركة، ولا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه عليه الصلاة والسلام، قاله عياض، واعترض المشركة، ولا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه عليه الصلاة والسلام، قاله عياض، واعترض بأنه لا مانع أن يقال: أطع الله، والقاضي كقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩] الآية، حتى قال بعض: إنه وهم، وما أظن أحدًا منعه، وأجيب بأنه أراد أنه منهي عنه تنزيهًا وأد بالورود الحديث، بما يدل على رعاية الأدب في اللفظ، وترك ما يوهم خلافه، وأطلق نفي الجواز اعتمادًا على تصريح الخطابي وغيره بالكراهة، ولا دلالة في آية: {وَأُولِي الْأَمْر} ، لاحتمال الجواز بالتبعية، ولذا لم يكرر أطيعوا مرة أخرى، كما لم تكرر اللام في عامتهم في حديث: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
"و" يشير إلى "قول قتادة" بن دعامة، عند ابن أبي حاتم، والبيهقي، "رفع الله ذكره" صلى الله عليه وسلم "في الدنيا والآخرة، فليس خطيب" يخطب على جهة الكمال، وفي الحديث: "كل خطبة ليس فيها شهادة، فهي كاليد الجذماء"، "ولا متشهد" أي: آت بكلمة الشهادة في غير الخطبة والصلاة، "ولا صاحب صلاة" المراد بها الفرد الكامل المتبادر، فلا ترد صلاة الجنازة، "إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>