للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحكام الخواتيم لجزء أبي علي الخالدي، وقال: إنه باطل موضوع.

وشق اسمه الكريم من اسمه تعالى، كما قال حسان:

وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد

وسماه من أسمائه الحسنى بنحو سبعين اسمًا، كما بينت ذلك في أسمائه صلوات الله وسلامه عليه، وصلى عليه في ملائكته، وأمرالمؤمنين بالصلاة عليه، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦] فأخبر عبادة بمنزلة نبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند ملائكته المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر


كان سماويًا، ألقى إليه، فوضعه في أصبعه، وكان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا، محمد عبدي ورسولي، "وعزاه" أي: نسبه "الحافظ ابن رجب" عبد الرحمن "في كتاب أحكام الخواتيم لجزء أبي علي الخالدي، وقال: إنه باطل موضوع" وتعقب بأنه شديد الضعف لا موضوع، "وشق اسمه الكريم من اسمه تعالى، كما قال حسان" بن ثابت، "وشق" بالبناء للفاعل، عطفًا على قوله قبل:
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
أي: أخذ "له" اسمًا، حروفه "من اسمه ليجله"، ليعظمه
"فذو العرش محمود، وهذا محمد، وسماه من أسمائه الحسنى بنحو سبعين اسمًا كما بينت ذلك في أسمائه صلوات الله وسلامه عليه" من المقصد الثاني، "وصلى عليه في ملائكته، وأمر المؤمنين بالصلاة" والتسليم "عليه" من جملة ما رفع به ذكره، "فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ} ، اختلف المفسرون وغيرهم في أن الواو عائدة على الله تعالى وملائكته، أو على ملائكته فقط، وخبر الجلالة محذوف، أي: أن الله يصلي وملائكته يصلون، فأجازه بعضهم، ومنعه آخرون لعلة التشريك، حكاه عياض، أي: التسوية بين الله وملائكته في لفظ واحد، وهو ضمير الواو لما فيه من عدم رعاية التعظيم {عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦] خصه بالتأكيد وتنوين التعظيم، أي: تسليما، عظيما، تعريضا لمن لم يسلم، أو؛ لأن المراد تسليما لا كتسليم غيره من الأمة، والصلاة لا يشاركه فيها الأمة، فيفهم منها في نفسها التعظيم بلا تأكيد، أو؛ لأن التسليم لم يثبت لله والملائكة، فهو في معرض المساهلة في الجملة، "فأخبر عباده بمنزلة نبيه عنده في الملأ العلى؛ بأنه يثني عليه عند ملائكته المقربين، وأن الملائكة تصلي

<<  <  ج: ص:  >  >>