للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بدع التفسير، ومثلها قول الواسطي، فيما حكاه القاضي عياض في "الشفاء"، أراد: يا طاهر يا هادي.

وأما على قول من قال: إنها كلمة مفيدة، ففيه وجهان: أحدهما، أن معناه: يا رجل، وهو مروي عن ابن عباس الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة. قال سعيد بن جبير: بلسان النبطية، وقال قتادة: بلسان السريانية، وقال عكرمة: بلسان الحبشة. وقال البيضاوي: إن صح أن معناه: يا رجل فلعل أصله: يا هذا فتصرفوا فيه بالقلب والاختصار، انتهى.

قال الكلبي: لو قلت في "عك" يا رجل، لم يجبك حتى تقول: طه.


المحققون من بدع" بكسر، فسكون، أي: غريب "التفسير" الذي لا سند له سوى هذا التوهم العقلي.
وفي نسخة المفسرين: والمعنى واحد، وتجوز قراءته بفتح الدال، جمع بدعة، اسم من الابتداع، وهو الاستخراج والأحداث بلا أصل.
"ومثلها قول الواسطي" أبي بكر محمد بن موسى، الإمام العارف، من كبار أتباع الجنيد، "فيما حكاه القاضي عياض في الشفاء: أراد يا طاهر، ويا هادي" فالطاء من طاهر، والهاء من هادي، وقيل: الطاء قول القراءة، والهاء هيئاتها، وقيل: طوبى والهاوية، وقيل: قسم بطوله وهدايته عليه السلام، وهي أيضًا من البدع، وقيل: طه اسم من أسمائه صلى الله عليه وسلم، وقيل: من أسماء الله، حكاهما عياض والمصنف في المقصد الثاني، قائلًا: المعتمد أنها من أسماء الحروف.
"وأما على قول من قال: إنها كلمة مفيدة، ففيه وجهان: "أحدهما: أن معناه يا رجل" أي: معناه رجل، وحرف النداء مقدر معه، "وهو مروي عن ابن عباس" عند البيهقي، "والحسن" البصري، "ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وعكرمة" والكل من التابعين المفسرين.
"قال سعيد بن جبير بلسان النبطية" أي: المنسوبة إلى النبط، قوم كانوا ينزلون سواد العراق، "وقال قتادة: بلسان السريانية، وقال عكرمة: بلسان الحبشة" ولا يشكل عليهم قوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [يوسف: ٢] ؛ لأن المراد عربي الأسلوب، لا الكلمات، أو هو اسم للجملة، وهي كثيرة، فلا يخرجه لاشتماله وبينهما؛ لأنه لا يلزم من نزوله بها؛ أن جميعه بلغته الجواز اشتهار تلك اللغة في تلك الأماكن، "وقال البيضاوي: إن صح أن معناه يا رجل، فلعل أصله يا هذا، فتصرفوا فيه بالقلب" للياء طاء، والاختصار" أي: الاقتصار على الهاء من هذا. "انتهى".
"قال الكلبي: لو قلت في عك" بفتح العين وشد الكاف، قال الجوهري: هو عك بن

<<  <  ج: ص:  >  >>