"قال" أبو حيان "في البحر" تفسيره الكبير: "وكان" الزمخشري، "قد قدم أن طه في لغة عك في معنى يا رجل، ثم تخوض" تكلف الخوض بمبالغته بما تكلفه، "وتجرأ" أسرع بالهجوم بلا توقف "على عك، بما لا يقوله نحوي، وهو أنهم قلبوا الياء طاء، وهذا لا يوجد في لسان"، أي: لغة "العرب قلب الياء التي للنداء طاء، وكذلك حذف اسم الإشارة في النداء وإقرار" أي: إبقاء" "ها التي للتنبيه" كذا في النسخ الصحيحة، وهو ما في النهر، فما في بعض النسخ، وأقرت تصحيف. "انتهى". "وقيل: معناه يا إنسان" حكاه عياض وغيره، فإن صحبت هذه التفاسير، فهو مشترك، والوجه الثاني أنها كلمة دالة على الطلب، "و" يدل عليه؛ أنه "قرئ" شاذًا "طه" وبه قرأ الحسن البصري، "بإسكان الهاء، على أنه أمر له صلى الله عليه وسلم؛ بأن يطأ الأرض بقدميه، فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه" لاستراحة من طول القيام، "فأمر بأن يطأ الأرض بقدميه معًا" حتى لا يتعب، فيحتاج للاستراحة. أخرج عبد بن حميد، عن الربيع بن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل، ورفع الأخرى، فأنزل الله: {طه} . وأخرج ابن مردويه عن علي، قال: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: ١-٢] ، قام الليل كله، حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلًا ويضع أخرى، فهبط