"وقال الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الَْوْثَر} [الكوثر: ١] ، أكده مع ضمير العظمة، إيماء إلى عظمة المعطي والمعطى، وتشويقًا ونفيًا للشبهة فيه "السورة". "قال الإمام فخر الدين" محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري، الطبرستاني، الرازي، "ابن الخطيب" بالري، مر بعض ترجمته غير مرة، "في هذه السورة كثير من الفوائد، منها: أنها كالمتممة لما قبلها من السور" المتعلقة به صلى الله عليه وسلم، وليس القصد بها بيان الأحكام، فلا يرد أن ما ذكره دليلًا على ذلك بعض السور لا جميعها، على أنه، كما قال شيخنا في التقرير: لم تظهر زيادة الكوثر على تفسيره، بما هو أعم من النهر على قوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: ٥] فإنه شامل لما شمله الكوثر، أو أشمل، "وذلك؛ لأن الله تعالى أنزل" وفي نسخة: جعل، "سورة والضحى في مدح نبينا صل الله عليه وسلم وتفصيل أحواله" أي: جنسها، فلا ينافي في أن ما ذكره في هذه السورة مشتمل على جميعها لزومًا، "فذكر في أولها" أي: أحواله "ثلاثة أشياء تتعلق بنوبته" أي: ترتبط بها، وتترتب عليها كالثمرة لهان وليس المراد التعلق النحوي، ولا المعنوي، المقتضي لكون هذه من معنى النبوة، إذ ليست من معناها، "وهو قوله: {مَا وَدَّعَك} أي: تركك {رَبُّكَ وَمَا قَلَى} أبغضك، حذف مفعوله اختصارًا للعلم به، وللجري على نهج الفواصل، ولئلا يخاطبه بالبغض، وإن كان منفيًا، أو ليعم نفسه وأصحابه وأمته. روى الشيخان وغيرهما عن جندب بن عبد الله، قال: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلة، أو ليلتين، فأتته امرأة، فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله، {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ