قال الحافظ وغيره: وهو المعتمد، ففي البعث للبيهقي من طريق عبد الله بن مسلم عن أنس بلفظ: "ترابه مسك"، ورواه في التفسير إلى قوله: "هذا الكوثر"، وأخرجه مسلم أيضًا، كما قدم في المعراج والترمذي. "وقيل: الكوثر: أولاده" من فاطمة؛ لأن عقبه إنما هو منها، ويؤيده قوله الآتي: "فانظر كم قتل من أهل البيت"، "فإن هذه السورة إنما نزلت ردًا على من عابه عليه الصلاة والسلام بعدم" أي: بفقد "الأولاد" كالعاصي بن وائل، قال: لما مات القاسم، لقد أصبح محمد أبتر، فنزل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، عوضًا عن مصيبتك بالقاسم، رواه يونس في زيادات المغازي. ولابن جرير عن شمر بن عطية: كان عقبة بن أبي معيط يقول: لا يبقى لمحمد ولد وهو أبتر، فأنزل الله فيه: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} . وللطبراني بسند ضعيف عن أبي أيوب: لما مات إبراهيم مشى المشركون بعضهم إلى بعض، فقالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة، فأنزل الله: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر} ، إلى آخر السورة، فإن صح هذا كله، فقد تعدد السبب، والنزول بمكة والمدينة، إذ موت إبراهيم بها. "وعلى هذا، فالمعنى أنه" تعالى "يعطيه" صلى الله عليه وسلم "نسلًا يبقون على ممر الزمان" فهو من وضع الماضي موضع المستقبل، "فانظر كم قتل من أهل البيت" مع الحسين وبعده، "ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يتفق ذلك لنبي من الأنبياء غيره" مثل هذا. "وقيل: الكوثر: الخير الكثير" الذي أعطاه اليه إياه، قاله ابن عباس، رواه البخاري وغيره، فهو وصف مبالغة في المفرط الكثرة، فيشمل النبوة والقرآن والخلق الحسن العظيم، وكثرة الأتباع، والعلم، والشفاعة، والمقام المحمود وغيرها، مما أنعم به عليه، لكن أورد عليه أن أراد