"وأما" خبر "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، فإنهم كانوا يدعون إلى شريعة موسى من غير أن يأتوا بشرع مجدد، وكذا علماء هذه الأمة يدعون إلى الشريعة المحمدية. "فقال الحافظ ابن حجر، ومن قبله الدميري والزركشي: أنه لا أصل له". زاد بعضهم: ولا يعرف في كتابه معتبر. وسئل عنه الحافظ العراقي: فقال: لا أصل له، ولا إسناد بهذا اللفظ، ويغني عنه: "العلماء ورثة الأنبياء"، وهو حديث صحيح. وعن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا: "أكرموا حملة القرآن، فمن أكرمهم فقد أكرمني، ومن أكرمني فقد أكرم الله، وألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم، فإنهم من الله بمكان، كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء إلا أنه لا يوحى إليهم"، رواه الديلمي، وقال: إنه غريب جدًا. قال السخاوي: وفيه من لا يعرف، وأحسبه غير صحيح. "نعم، روى ابو نعيم في" كتاب "فضل العالم العفيف بسند ضعيف، عن ابن عباس، رفعه: "أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد"؛ لأنهم لما قاموا مقام الأنبياء في الأمرين استحقوا أن يكونوا أقرب الناس من درجتهم. "وقيل: الكوثر: كثرة الأتباع والأشياع" "بمعجمة وتحتية عطف" مساو، "وعن بعضهم: المراد بالكوثر العلم، وحمله عليه أولى لوجوه"، أي: ثلاثة. "أحدها: أن العلم هو الخير الكثير" الذي يتفرع عنه سعادة الدارين. "و" الوجه "الثاني: إما أن يحمل الكوثر على نعم الآخرة، أو على نعم الدنيا، قال" ذلك البعض: "والأول غير جائز" إن حمل على حقيقة اللفظ؛ "لأنه قال: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ