للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاشم، وبنو هاشم أفضل قريش، وقريش أفضل العرب، والعرب أفضل من غيرهم.

ثم قيل: لفظ المؤمنون عام، ومعناه خاص في العرب؛ لأنه ليس حي من أحياء العرب إلا وقد ولده، وخص المؤمنين بالذكر؛ لأنهم هم المنتفعون به أكثر، فالنعمة عليهم أعظم.

فإن قلت: هل العلم بكونه صلى الله عليه وسلم بشرًا، ومن العرب، شرط في صحة الإيمان، وهو من فروض الكفاية.

أجاب الشيخ ولي الدين بن العراقي: أنه شرط في صحة الإيمان. قال: فلو قال شخص: أؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، ولكن لا أدري هل هو من البشر أو من الملائكة، أو من الجن، أو لا أدري أو هو من العرب أو العجم،


قرئ، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} الآية، "بفتح الفاء"، كما مر أيضًا.
"ثم قيل: لفظ المؤمنون عام، ومعناه خاص في العرب"؛ لأن المراد المؤمنين منهم، وفي الظرفية تسمح، إذا التخصيص إنما هو بكون المؤمنين من العرب، لا بكون المؤمنين فيهم، ولو من غيرهم، ويمكن تعلق في العرب بمقدر، كالدليل معناه خاصًا، أي: وإنما كان مخصوصًا بالعرب؛ لأن بعثه فيهم، ويحتمل تعلقه بمعناه تجوزًا لا حقيقة، إذ العموم والخصوص من عوارض الألفاظ دون المعنى؛ "لأنه ليس حي من أحياء العرب إلا وقد ولده" "بفتحات"، أي: له عليه ولادة، إما بكونه جدة، أو جدًا.
وفي البغوي قيل: أراد العرب؛ لأنه ليس حي منهم إلا وله فيهم نسب إلا بني تغلب، دليله هو الذي بعث في الأميين رسولًا منهم، وقيلك أراد جميع المؤمنين، ومعنى قوله من أنفسهم بالإيمان، والشفقة بالنسب، دليله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ، "وخص المؤمنين بالذكر" مع أن نعمة البعثة عامة؛ "لأنهم هم المنتفعون به أكثر، فالنعمة عليهم أعظم" فلا ينافي قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأحزاب: ٤٥] ، "فإن قلت: هل العلم بكونه صلى الله عليه وسلم بشرًا، ومن العرب شرط في صحة الإيمان، وهو من فروض الكفاية" على الأبوين مثلًا، فإذا علم أحدهما ولده المميز ذلك سقط طلبه عن الآخر.
"أجاب الشيخ ولي الدين" أحمد "بن" عبد الرحيم "العراقي"، الحافظ، ابن الحافظ: "أنه شرط في صحة الإيمان، قال: فلو قال شخص أؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، ولكن لا أدري هل هو من البشر، أو من الملائكة، أو من الجنن أو لا أدري، أو هو من العرب، أو العجم، فلا شك في كفره لتكذيبه القرآن" لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>