"وقال غيره: إن النبوة والرسالة باقية" كل منهما، أو لاتحادهما في صفة الإيحاء فكأنهما شيء واحد، أو بناء على اتحادهما، فلا يرد أن الأولى للمطابقة باقيتان، "بعد موته عليه الصلاة والسلام حقيقة، كما يبقى وصف الإيمان للمؤمن بعد موته؛ لأن المتصف بالنبوة والرسالة والإيمان هو الروح، وهي باقية لا تتغير بموت البدن بإجماع. انتهى". "وتعقب" هذا التعليل، "بأن الأنبياء أحياء في قبورهم" كما صرحت به الأحاديث "فوصف النبوة باق للجسد والروح معًا" أي: الاتصاف بالنبوة مع الرسالة، وإن انقطع العمل بشرائعهم سوى شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم. "وقال القشيري: كلام الله تعالى" النفسي، الأزلي، لا الألفاظ الدالة عليه، "لمن اصطفاه أرسلتك، أو بلغ عني، وكلامه تعالى قديم، فهو عليه الصلاة والسلام قبل أن يوجد كان رسولًا"، بقوله: "أرسلتك" أبو بلغ عني، "وفي حال كونه" أي: وجوده خارجًا بعد تكوينه وإيجاده رسولًا، وإن تأخر الأمر بالتبليغ إلى بعد الوحي، وتقدم تقريبه، بأن من أقر لولده الصغير بشيء يصح أن يقال: أعطاه ذلك الشيء، مع أن الصبي في هذا الحال ليس أهلًا للتصرف، وفي نسخة: وفي حال موته، وعليها يكون ساكتًا عن حال وجوده للعلم به، "وإلى الأبد رسولًا لبقاء الكلام، وقدمه، واستحالة البطلان على الإرسال الذي هو كلام الله تعالى" وهذا ظاهر على ما هو الراجح من أن كلامه تعالى الأزلي، يتنوع حقيقة إلى أمر ونهي، وخبر واستخبار وغير ذلك.