قال ابن عقيل الحنبلي: ويضاجع أزواجه ويستمتع بهن أكمل من الدنيا. وحلف ذلك، وهو ظاهر ولا مانع منه. وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} نسبًا محمدًا صلى الله عليه وسلم، {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} القرآن، {وَيُزَكِّيهِمْ} يطهرهم من الشرك، {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} القرآن {وَالْحِكْمَةَ} ما فيه من الأحكام، {وَإِنْ} مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف، أي: وإنهم {كَانُوا مِنْ قَبْلُ} قبل مجيئه {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} بين. "والمراد بالأميين العرب" سموا بذلك؛ لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرؤون، وكانت الكتابة معدومة فيهم إلا نادرًا لا حكم له، ثم أطلق على من كتب منهم، ومن لم يكتب تغليبًا، والأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ الخط، وإن قرأ ما حفظه بالسماع من غيره، وقيل: الذي يقرأ ولا يكتب. "تنبيهًا لهم على قدر هذه النعمة وعظمها حيث كانوا أميين، لا كتاب لهم، وليس عندهم شيء من آثار النبوة"، لا يراد أنه كان عندهم بقايا من شرع إبراهيم، كالحج والغسل من الجنابة؛ لأنهم لهما اشتغلوا عنها بعبادة الأصنام، وغيروا البقايا عن وجهها، كأنها لم تكن عندهم، "كما كان عند أهل الكتاب" بقايا قليلة، "فمن الله عليهم بهذا الرسول وبهذا الكتاب، حتى صاروا أفضل الأمم" أي: الذين آمنوا منهم.