للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال الله تعالى خطابًا له: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَك} [الأنعام: ٣٣] . ويروى أن رجلًا قال: والله يا محمد ما كذبتنا قط فنتهمك اليوم ولكنا إن نتبعك نتخطف من أرضنا، فنزلت هذه الآية، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

وعن مقاتل: كان الحارث بن عامر يكذب النبي صلى الله عليه وسلم في العلانية، فإذا خلا مع أهل بيته قال: ما محمد من أهل الكذب.

وروى أن المشركين كانوا إذا رأوه عليه السلام قالوا: إنه لنبي.

وعن علي: قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت


لهم بتسميتهم جاحدين ظالمين، فحاشاه من لو صم، وطوقهم بالمعاندة، بتكذيب الآيات حقيقة الظلم، إذا الجحد إنما يكون ممن علم الشيء، ثم أنكره، كقوله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: ١٤] . انتهى.
"ويرو N أن رجلًا" هو الحارث بن عامر بن نوفل، كما عند النسائين عن ابن عباس.
وروى ابن جرير من طريق العوفي، عن ابن عباس: أن أناسًا من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن نتبعك تتخطفنا الناس، فنزلت، {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى} ، فلعل الحارث هو المبتدي، "قال: والله يا محمد ما كذبتنا قط، فنتهمك اليوم، ولكنا إن نتبعك نتخطف من أرضنا، فنزلت هذه الآية"، ظاهره أن المراد؛ فإنهم لا يكذبونك، وقد علم من رواية النسائي وابن جرير، أنها: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص: ٥٧] ، "رواه أبو صالح" مشهور بكنيته، واسمه ميزان البصري، مقبول من أواسط التابعين، خرج له الترمذي "عن ابن عباس رضي الله عنهما".
"وعن مقاتل: كان الحارث بن عامر" بن نوفل بن عبد مناف: ووقع في الأنوار تسمية أبيه عثمان، وهو خلاف الروايات؛ أنه عامر، "يكذب النبي صلى الله عليه وسلم في العلانية، فإذا خلا مع أهل بيته، قال: ما محمد من أهل الكذب" ووقع في الأنوار؛ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: نحن نعلم أنك على الحق، ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب، وإنما نحن أكلة رأس أن يتخطفونا من أرضنا، فرد الله عليهم بقوله: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا} [القصص: ٥٧] .
"وروي أن المشركين كانوا إذا رأوه عليه السلام، قالوا: إنه لنبي" ويتعللون بالأنفة عن اتباعه حتى لا يكونوا تابعين، ويأتي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
"و" روى الترمذي والحاكم "عن علي، قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك، ولكن نكذب بما جئت به" وفي نسخة مصححة من الشفاء: ما جئت بدون الباء، "فأنزل الله تعالى"

<<  <  ج: ص:  >  >>