للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلهم، وحينئذ فلا تعارض.

وروي أن أبا جهل لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج مكة فصافحه فقيل له: أتصافحه؟ فقال: والله إني لأعلم أنه نبي، ولكن متى كنا تبعًا لبني عبد مناف؟ فأنزل الله الآية، رواه ابن أبي حاتم.

والقرآن كله مملوء بالآيات الدالة على صدق هذا الرسول الكريم، وتحقيق رسالته، وكيف يليق بكمال الله تعالى أن يقر من يكذب عليه أعظم الكذب، ويخبر عنه بخلاف ما الأمر عليه، ثم ينصره على ذلك ويؤيده. ويعلي كلمته ويرفع شأنه، ويجيب دعوته ويهلك عدوه، ويظهر على يديه من الآيات والبراهين والأدلة


ومن قرأ بالتشديد، فمعناه لا ينسبونك إلى الكذب، وقيل: لا يعتقدون كذبك. انتهى، ومر له مزيد.
"وروي؛ أن أبا جهل لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج مكة، فصافحه، فقيل له: أتصافحه" وأنت تعاديه، "فقال: والله إني لأعلم أنه نبي، ولكن متى كنا تبعًا لبني عبد مناف، فأنزل الله الآية" {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَك} ، والجمع بين هذا وحديث علي؛ أنه صافحه وقال: له: إنا لا نكذبك. إلخ، وقال لسائله: والله إني.. إلخ، "رواه ابن أبي حاتم".
ونقل البغوي وغيره عن السدي، قال التقي الأخنس بن شريق: وأسلم بعد ذلك وأبو جهل، فقال: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد، أصادق هو أم كاذب؟، فإنه ليس هنا أحد يسمع كلامك غيري، فقال أبو جهل: والله إن محمدًا لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء، والسبقاية، والحجابة، والندوة، والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش، فأنزل الله هذه الآية، وفي الشفاء: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كذبه قومه حزن، فجاءه جبريل، فقال: ما يحزنك، قال: "كذبني قومي، فقال: إنهم يعلمون أنك صاد"، فأنزل الله هذه الآية، قال السيوطي: لم أجد هذا.
"والقرآن كله مملوء بالآيات الدالة على صدق هذا الرسول الكريم، وتحقيق رسالته" نبوتها "وكيف" استفهام إنكاري على من ينسب الكذب للنبي، أي: لا "يليق بكمال الله تعالى أن يقر من يكذب عليه أعظم الكذب"، مع قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الأنعام: ٢١] ، "ويخبر عنه بخلاف ما الأمر عليه، ثم ينصروه على ذلك، ويؤيده" ويقويه، "ويعلي كلمته، ويرفع شأنه" أمره "ويجيب دعوته" أي: جنسها، "ويهلك عدوه، ويظهر على يديه من الآيات والبراهين والأدلة": ألفاظ متقاربة، "ما يضعف عنه قوى البشر، وهو مع ذلك كاذب عليه، مفتر، ساع في الأرض بالفساد، ومعلوم أن شهادته" اطلاعه

<<  <  ج: ص:  >  >>