"فهو وإن كان المقصد منه صحيحًا، ففي ظاهره شيء؛ لأنه يوهم أن قوله: وشدة ما يعنتهم، معطوف على متعلق المصدر الذي هو الحرص" بيان للمصدر، ومتعلقه قوله على هدايتهم، "فيكون مخفوضًا به" فيصير المعنى من حرصه على شدة ما يعنتهم، وهذا فاسد. "ومما يقوي هذا التوهم قوة إعطاء الكلام؛ أن الضمير الأول من قوله: وعزته عليه عائد على النبي صلى الله عليه وسلم، والضمير الثاني عائد على الله تعالى، فلا تبقى الشدة إلا أن تكون معطوفة على متعلق المصدر"، أي: قوله على هدايتهم، "ولا يخفى ما في هذا" من الفساد الموهم خلاف المراد، "وقد تأوله بعض العلماء على حذف مضاف" مجرور، معطوف على الحرص المجرور بمن، "أي: وكراهة شدة ما يعنتهم، ونحو ذلك من المضافات" المصححة للمراد. قال في النسيم: لا حاجة إلى تقدير؛ لأن معنى شدته عليه إنه صعب شاق عليه، فيراد به أنه مكروه تأباه نفسه، فالمعنى من حرصه على هدايته، ومن كراهته لما يضرهم، وصاحب المواهب لم يخف عليه العطف، ولكن أوقعه التقدير فيما وقع فيه. انتهى. وكأنه لم ير بقية الكلام وهو قوله: "والأولى" من تأويله على حذف مضاف، "أو الصواب" على إبقائه على ظاهره, "إن شاء الله تعالى أن تكون الشدة معطوفة على نفس المصدر الذي هو الحرص"، وكان هذا أولى من تقدير المضاف لما فيه من الاحتياج لتقدير الأصل عدمه، "ويكون قوله: عزته معطوفًا على وشدة، والضمير فيه راجع إلى الموصول،