للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفس المصدر الذي هو "الحرص" ويكون قوله: "وعزته" معطوفًا على "وشدة" والضمير فيه راجع إلى الموصول وهو "ما" في قوله: "ما يعنتهم" والهاء الثانية في "عليه" عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.

وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧] .

يجوز أن يكون "رحمة" مفعولًا له، أي لأجل الرحمة، ويجوز أن ينصب على الحال مبالغة في أن جعله نفس الرحمة، وإما على حذف مضاف أي: ذا رحمة، أو بمعنى: راحم. قال السمين.

قال أبو بكر بن طاهر -فيما حكاه القاضي عياض-: زين الله تعالى


وهو ما في قوله: ما يعنتهم" أي: الذي، "والهاء الثانية في عليه عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى".
والمعنى وصفه وأثنى عليه بمحامد من شدة الذي يعنتهم وعزة الذي يعنتهم على المصطفى.
"وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً} ، يجوز أن يكون" قوله: "رحمة مفعولًا له أي: لأجل الرحمة"، وللعالمين متعلق به، أي: إلا لترحم بك العالمين، بهدايتك إياهم لسعادة الدارين.
وفي الصحيح قيل: يا رسول الله ادع على المشركين؟، فقال: "وإني لم أبعث لعانًا إنما بعثت رحمة"، "ويجوز أن ينصب على الحال" من الكاف "مبالغة في أن جعله نفس الرحمة، وإما على حذف مضاف، أي: ذا رحمة" وليس للعالمين متعلقًا بأرسلنا؛ لأن ما قبل إلا لا يعمل فيما بعدها إلا في الاستثناء المفرغ نحو: ما مررت إلا بزيد، والمعنى إلا لأرحم العالمين بالبناء للفاعل، لا للمفعول كما زعم، "أو بمعنى راحم" اسم فاعل، "قاله السمين" الشيخ شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي، النحوي، نزيل القاهرة، مات سنة ست وخمسين وسبعمائة، له إعراب القرآن، وأيضًا تفسير كبير في عدة أجزاء.
"قال أبو بكر بن طاهر" بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري، الشاطبي، كما جزم به البرهان الحلبي في المقتفى والشمني وغيرهما، "فيما حكاه القاضي عيا" في الشفاء، "زين الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم بزينة الرحمة"، استعارة مكنية، بجعلها كالحلة والخلعة البهية والزينة: ما يتزين به لباسًا وغيره، وإضافته للرحمة بيانية، أو من إضافة الأعم للأخص، كلجين الماء، وقيل: الزينة هنا اللباس، أي: ألبسه الله رحمة رحمانية شاملة له، وفيه إشارة إلى أنها منة من الله بها

<<  <  ج: ص:  >  >>