قال الأزهري: الشمال خلقه الرجل، أي: خلقه، وجمعه شمائل، ورجل كريم الشمائل، أي: في أخلاقه ومخالطته. انتهى، فعطف، "وصفاته رحمة" عام على خاص؛ إذا لم يخصص الصفات بالظاهرة، والشمائل بخلافها. وقال شراح الشفاء: صفاته تشتمل غضبه وظاهر مرآه؛ لأنه لا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لله، وغضبه للإصلاح، وهو رحمة في ذاته، وأما مرآة الحسن، فإنه لمحبته والتصديق به، ألا ترى أن عبد الله بن سلام لما رآه آمن به، وقال: لما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، "فمن أصابه شيء من رحمته" أي: اهتدى بهدايته؛ لأن من يهتد، كمن لم تصبه الرحمة، كما أن من شرب الماء ولم يرو، كأنه لم يشرب، "فهو الناجي" أي: السالم، "في الدارين" الدنيا والآخرة "من كل مكروه" يصيب من لم يهتد في الدنيا، كقتل وسبي وأخذ جزية، وفي الآخرة العذاب المخلد، وأما أسقام الدنيا وآلامها التي تصيب المؤمن فلا تعد مكروهة بعد العلم بما فيها من تكفير السيئات ونيل الحسنات، "والواصل فيهما إلى كل محبوب"، أما في الآخرة، فغني عن البيان, وأما في الدنيا، فإن كان ذا غنى ونعمة فظاهر، وإلا فالمؤمن العقال إذا صبر وقام بوظائف العبودية في دنيا سريعة الزوال كان ما أصابه من المكروه لإيصاله للنعم الأخروية محبوبًا عنده. "انتهى" كلام ابن طاهر. "وقال ابن عباس: رحمة للبر" أي: المؤمن "والفاجر" أي: الكافر؛ "لأن كل نبي" من سبق "إذا كذب" "بشد الذال" مبني للمجهول، "أهلك الله من كذبه، ومحمد صلى الله عليه وسلم آخر من كذبه إلى الموت، أو إلى القيامة" فتأخير عذاب الدنيا عنهم بنحو الاستئصال والخسف والمسخ والعذاب النازل من السماء رحمة، فلا يرد عليه من قتل من الكفار في غزوات المصطفى، "وأما من صدقه"، أي: آمن به، "فله الرحمة في الدنيا والآخرة" وإن عذاب