"وفي الشفاء للقاضي عياضك وحكي" بالبناء للمجهول كما قال البرهان؛ "أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: "هل أصابك من هذه الرحمة شيء"؟ فيه إشارة إلى أنه مرحوم مقرب، وإنما السؤال عن رحمة نالته من رحمة المصطفى، كما أفاده اسم الإشارة، قال: نعم، كنت أخشى العاقبة" أي: سوءها، أو المراد بالعاقبة السيئة بجعل التعريف للعهد بقرينة الخشية، فإنها بمعنى الخوف، وإنما يكون في المكروه، والعاقبة ما يعقب الشيء ويحصل منه خيرًا كان أو شرًا، "فأمنت" "بفتح الهمزة المقصورة، وكسر الميم الخفيفة، مبني للفاعل من الأمن ضد الخوف"، وضبطه "بضم الهمزة مبني للمفعول"، خلاف المشهور، ثم إن كان بشد الميم، فظاهر، وإن كان بتخفيفها، فركيك جدًا؛ لأنه إن كان من ضد الخيانة، فلا يناسب المقام، أو من الأمن، فكذلك؛ لأن مفعوله الثاني من المعاني، لا الذوات، فيحتاج لتقدير وحذف، أي: أمنت سوء عاقبتي، ولا داعي له "لثناء الله تعالى علي قوله": {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} ، عند الله في علمه، أو في حكمه وقضائه؛ لأن ثناءه يقتضي رضاه وقبوله، وهو لا يرضى، ويقبل الأمن، كان مرحومًا مقربًا، فلما علم ذلك من القرآن الذي هو رحمة نازلة بالمصطفى اطمأن خاطره وأمن سوء الخاتمة. "انتهى". نقل عياض: قال السيوطي: ولم أجده مخرجًا في شيء من كتب الحديث. "وذكر السمرقندي في تفسيره بلفظ، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: "يقول الله