قال البيضاوي: وهو استدلال ضعيف، إذ المقصود منه نفي قولهم، إنما يعلمه بشر أفترى على الله كذبًا، أم به جنة، لا تعداد فضلهما، والموازنة بينهما. "وأجيب: بأنا متفقون على أن لمحمد صلى الله عليه وسلم فضائل أخرى"، القرآن طافح بها: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١] ، {إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: ٥٤] ، {قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ} [النساء: ١٧٠] ، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢٢] إلى غير ذلك، "سوى ما ذكر في هذه الآية، وعدم ذكر الله تعالى لتلك الفضائل هنا لا يدل على عدمها بالإجماع"؛ لأنه، لم يقصد المفاضلة بينهما، "وإذا ثبت أن لمحمد صلى الله عليه وسلم فضائل أخرى زائدة" على هذه السبع التي تشبث بها جاهل المعتزلة، "فيكون أفضل من جبريل" وهو إجماع حتى من المعتزلة أيضًا، كما مر. "وبالجملة، فإفراد أحد الشخصين بالوصف لا يدل البتة" بقطع الهمزة "على انتفاء تلك الأوصاف عن الثاني"، بل هو موصوف بها ضرورة؛ أنه لا يصح نفيها عنه، "وإذا ثبت بالدليل القرآني؛ أنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، والملائكة من جملة العالمين، وجب أن يكون أفضل منهم" حتى جبريل، "والله أعلم" ولهذا ونحوه حذر جماعة من أكابر العلماء، كالسبكي من قراءة الكشاف.