وفي رواية: فارتعد صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيًا عليه، "فقال له جبريل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خبر ثان {اللَّهُ الصَّمَدُ} المقصود في الحوائج على الدوام، أو الذي لا جوف له، كما للطبراني عن بريدة، وبه قال كثير من المفسرين، قال ابن عطية: كأنه بمعنى المصمت. وقال الشعبي: هو الذي لا يأكل ولا يشرب، وفي هذا التفسير كله نظر؛ لأن الجسم في غاية البعد عن صفات الله تعالى، فما الذي تعطينا هذه العبارات، قال: والصمد في كلام العرب السيد الذي يصمد ئغليه في الأمور ويستقل بها، وأنشدوا: ألا بكر الناعي بخير بني أسد ... بعمرو بن مسعود بالسيد الصمد وبهذا تفسر هذه الآية؛ لأن الله موجود الموجودات، وإليه يصمد، وبه قوامها، ولا غنى بنفسه إلا هو تبارك وتعالى. انتهى. {لَمْ يَلِدْ} ؛ لأنه لم يجانس، ولم يفتقر إلى ما يعينه، أو يخلف عنه، لامتناع الحاجة والفناء عليه، {وَلَمْ يُولَدْ} ؛ لأنه لا يفتقر إلى شيء، ولا يسبقه عدم، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} مكافئًا ومماثلًا، فله متعلق بكفؤا قدم عليه؛ لأنه محط القصد بالنفي، وأخر أحد، وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة، "فقال له ابن سلام: أشهد أنك رسول الله، وأن الله مظهرك ومظهر دينك على الأديان" كلها، بإبطال باطلها، ونسخ حقها. وفي رواية الطبراني وأبي نعيم؛ فقال ابن سلام: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، ثم انصرف إلى المدينة، وكتم إسلامه، وقضية هذا؛ أنه أسلم بمكة قبل الهجرة، لكن هذا حديث ضعيف، متكلم فيه، معارض بما في البخاري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر أتاه ابن سلام، وقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، فسأله، وأجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن مسائله، فقال: أشهد أنك رسول الله. الحديث، وفيه قد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فسلهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، وأنه سألهم عنه، فاعترفوا بما قال: فلما قال لهم: إني أسلمت