وفي رواية القابسي: أعين عمي بالإضافة، ولا تنافي بين هذا وبين قوله: وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم؛ لأنه دل إيلاء الفاعل المعنوي، حرف النفي على أن الكلام في الفاعل، وذلك أنه تعالى نزله لحرصه على إيمانهم منزلة من يدعي استقلاله بالهداية، فقال له: أنت لست بمستقل بها، بل إنك لتهدي إلى صراط مستقيم بإذن الله وتيسيره، وعلى هذا، فيفتح معطوف على يقيم، أي: يقيم الله بواسطته الملة العوجاء؛ بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بواسطة هذه الكلمة أعينًا عميًا، "وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا" "بضم وسكون". وفي رواية أبي ذر: ويفتح بها أعين عمي، وآذان صم، وقلوب غلف "بضم أوله مبني للمفعول، ورفع أعين وآذان وقلو على النيابة". "وعند" محمد "بن إسحاق بن يسار: بدل قوله ولا سخاب "ولا صخب" "بكسر الخاء". صفة مشبهة تفيد المبالغة، باعتبار إفادة الثبوت هكذا في عدة نسخ صحيحة، موافقة لما عند ابن إسحاق والشفاء عنه، فلا عبرة بنسخ ولا صخاب "في الأسواق" وعنده زيادة هي:، "ولا متزين" بزاي منقوطة من الزينة. وروى بدال من الدين، وروى متزي بلا نون من الزي، والهيئة "الفحش": القبح وزنا ومعنى فعلًا كان أو قولًا، أي: لا يتجمل، أو لا يتدين، أو لا يتلبس به، ولا يرد أن ظاهره يوهم أنه قد يأتي به غير متجاوز، أو غير متزين به؛ لأنه لا مفهوم له لحرية، على عادة أرباب الفحش في المباهاة، به، أو هو استعارة تهكمية، أو التزين بمعنى الاتصاف تجريدًا، أو المراد: لا يرى الفحش زينة، فهي مكنية، وهذا من آياته؛ لأنه نشأ بين قوم يتزينون بالفواحش، كالقتل والزنا والطواف عراة، فأتى بما يخالف عادتهم، "ولا قوال" فعال صيغة مبالغة، أي: كثير لقول "للخنا" "بمعجمة