وفي الصحاح: الخامل: الساقط الذي لا نباهة له، وقد خمل يخمل خمولًا. وفي الجمهرة: رجل خامل الذكر بين الخمول والخمولة، وهو ضد النبيه والنابه. وفي القاموس: خمل ذكره وصوته خمولًا: خفي، وأخمله الله، فهو خامل، ساقط، لا نباهة له، جمعه خمل محركة. وأجيب بأن ثبوت الخمالة في هذا الحديث الصحيح شاهد لصحتها، وإن كانت على غير قياس أو لمشاكلة الضلالة والازدواج معها، والمراد برفعه جعل الدين والتوحيد بعد ما ترك في الفترة، لغلبة الجهل مشهورًا شائعًا، فهو مجاز، كقوله: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك} [الانشراح: ٤] ، "وأسمي": روى "بضم الهمزة وفتح السين والتشديد"، وبه ضبطه في المقتفى، وروى بضم الهمزة وسكون السين به" بسببه "بعد النكرة" "بضم فسكون وبفتح فكسر" خلاف المعرفة، وتطلق بمعنى المجهول، أي: أعرف الناس بسببه، أو بما أوحيه إليه الناس المجهولين، أو أعرفهم ما جهلوه من التوحيد، أو أعرف الناس ما لم يعرفوه من الأنبياء وقصصهم، والأولى التعميم، كما قيل: "وأكثر" "بضم الهمزة وسكون الكاف وكسر المثلثة مخففة وبفتح الكاف وشد المثلثة يتعدى بالهمزة والتضعيف"، "به بعد القلة" أي: أكثر به الأرزاق مطلقًا، أو على من اتبعه، أو أكثر أمته بعد قلتها، أو بعد عدمها، لورود القلة بمعنى العدم، لكنه بعيد هنا، أو المراد قواعد الملة بعد اعوجاجها، فأعاد منها ما نقص بكلمة التوحيد، وهو تكلف مستغنى عنه لتقدم معناه، "وأغني": أعطى الغني "به بعد العيلة" "بفتح فسكون": الفقر، أي: ما كانوا عليه في الابتداء، ففتح لهم الفتوحات والممالك، وأحل لهم الغنائم، "وأجمع به" الناس "بعد الفرقة" الافتراق، وتنافر القلوب، والعداوة المؤدية للحروب وترك الديار، كما كان بين الأوس والخزرج من الحروب قبل الإسلام، فلما جاء الله به ألف بين قلوبهم، وسل أحقادهم وضغائنهم، وصيرهم أخوة، "وأؤلف" أجمع "به بين قلوب مختلفة" وذلك يستلزم التأليف بين الذوات، وكونه بسبب المصطفى؛ لأنه السبب الظاهري، والمؤلف الحقيقي هو الله، فلا ينافي إسناد التأليف إليه