للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحق لقد وجدت صفتك في الإنجيل، ولقد بشر بك ابن البتول.

وأخرج ابن سعد قال: لما أمر إبراهيم الخليل بإخراج هاجر حمل على البراق، فكان لا يمر إبراهيم بأرض عذبة سهلة إلا قال: أنزل ههنا يا جبريل، فيقول: لا، حتى أتى مكة فقال جبريل: انزل يا إبراهيم، قال: حيث لا ضرع ولا زرع، قال: نعم ههنا يخرج النبي الذي من ذرية ابنك الذي تتم به الكلمة العليا.


لقد وجدت صفتك في الإنجيل، ولقد بشر بك ابن البتول" عيسى ابن مريم، وقتل الجارود بأرض فارس بعقبة الطير، فصار يقال لها: عقبة الجارود، وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، وقيل: قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرن، وقيل: بقي إلى خلافة عثمان، قال أبو عمر: من محاسن شعره:
شهدت بأن الله حق وشاء بي ... ثبات فؤادي بالشهادة والنهض
فأبلغ رسول الله عني رسالة ... بأني حنيف حيث كنت من الأرض
فإن لا تكن داري سرت بي فيكم ... فإني بكم عند الإقامة والخفض
واجعل نفسي عند كل ملمة ... لكم خصة من دون عرضكم عرضي
وابنه المنذر كان من رؤساء عبد القيس بالبصرة، مدحة الأعشى وغيره، وحفيده الحم هو الذي يقول فيه الأعشى:
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود
أنت الجواد ابن الجواد المحمود ... نبت في الجود وفي بيت الجود
والعود قد ينبت في أصل العود
قال: وكان الحجاج يحسد الحكم على هذه الأبيات، "وأخرج ابن سعد، قال: لما أمر إبراهيم الخليل بإخراج هاجر" بالهاء، ويقال: بالألف والجيم من أرض الشام حين غارت منها سارة زوجه، "حمل على البراق، فكان لا يمر إبراهيم بأرض عذبة"، أي: عذب ماؤها، "سهلة" لينة، يمكن زرعها، "إلا قال: انزل" "بصيغة المضارع وحذف همزة الاستفهام" أي: انزل "ههنا يا جبريل، فيقول: لا" ولم يزل كذلك "حتى أتى مكة" فالغاية لمقدر، "فقال جبريل: انزل يا إبراهيم، قال: حيث لا ضرع" "بفتح الضاد وسكون الراء" وهو لذات الظلف، كالثدي للمرأة، "ولا زرع" قال ذلك تعجبًا من أمره له، بنزوله في موضع قفر، أي: كيف أنزل في أرض لا أنيس بها، ولا ما يتأتى به المعيشة، "قال" جبريل: "نعم: ههنا يخرج النبي الذي من ذرية ابنك إسماعيل، "الذي تتم به الكلمة العليا" وهي كلمة الله، وفي ذلك تسلية له وترغيب بنزول تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>