فعلى الثالث عدل عن القلب؛ لأن الغشاء إذا حصل له الرجفان حصل للقلب، ففي ذكره من تعظيم الأمر ما ليس في ذكر القلب. "حتى دخل على خديجة" التي ألف تأنيسها له فأعلمها بما وقع له، "فقال: "زملوني زملوني" بكسر الميم مع التكرار مرتين من التزميل، وهو التلفيف، أي: غطوني بالثياب ولفوني بها، قال ذلك لشدة ما لحقه من هول الأمر والعادة جارية بسكون الرعدة بالتلفيف، "فزملوه" بفتح الميم، أي: لفوه، أي: خديجة ومن معها فلذا لم يؤنث أو خديجة وحدها وعبر بجمع الذكور للتعظيم؛ كقوله: وإن شئت حرمت النساء سواكم وقوله: وكم ذكرتك لو أجزى بذكركم ... يا أشبه الناس كل الناس بالقمر "حتى ذهب عنه الروع" بفتح الراء: الفزع، فقال: "يا خديجة ما" استفهام تعجب، أي: أي شيء ثبت "لي" حتى حصل لي ما حصل "وأخبرها الخبر" جملة حالية، وقال: "قد خشيت عليّ". بتشديد الياء في رواية الحموي والمستملي للصحيح في التعبير ولغيرهما كالتفسير وبدء الوحي على "نفسي". فقالت له, وفي بدء الوحي، فقالت خديجة: "كلا" نفي وإبعاد، أي: لا تقل ذلك أو لا خوف عليك بدليل رواية: فقالت: معاذ الله، قال الشامي: ومن اللطائف أن هذه الكلمة التي ابتدأت خديجة النطق بها عقب ما ذكر لها من القصة هي التي وقعت عقب الآيات،