"وفي رواية الأخرى" التي فوق هذه، "ولا يقول من تلقاء نفسه، بل يتكلم بكل ما يسمع من الله الذي أرسله، وهذا كما قال تعالى" في القرآن "في صفته صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} هوى نفسه {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} جملة معترضة لبيان أن ما في الإنجيل موافق للقرآن وعطف على المبتدأ أيضًا، فقال: "وقوله: وهو يمجدني" وحذف الخبر، وهو دليل على أن المقول فيه ذلك هو محمد صلى الله عليه وسلم، وعلل هذا الخبر المقدر، بقوله: "فلم يمجده حق تمجيده إلا" بمعنى غير "محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه وصفه بأنه رسول الله، وبرأه وبرأ أمه" مريم "عليهما السلام مما نسب إليهما، وأمر أمته بذلك". قال ابن ظفر" محمد في البشر، "فمن ذا الذي وبخ العلماء على كتمان الحق