وقد قال تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} [المائدة: ٤٣] ، ووقع في أحاديث النقل عنها وقال التجاني في شرح الشفاء: إذا وجد فيها ما يقوم النظر على عدم تبديله، وأفاد النظر فيه مقصدًا شرعيًا، فلا يبعد أن يباح النظر فيه والاشتغال به. "وفي الدلائل للبيهقي عن" شيخه "الحاكم" أبي عبد الله، المشهور "بسند لا بأس به عن أبي أمامة الباهلي"، صدى بالتصغير ابن عجلان، الصحابي، المشهور، سكن الشام ومات بها سنة ست وثمانين، "عن هشام بن العاص الأموي" "بضم الهمزة" نسبة إلى أمية على القياس، وبفتحها على خلافه، وهو الأشهر عندهم، تقدم مرارًا، "قال: بعثت أنا ورجل آخر" من قريش، كما في نفس رواية البيهقي، أي: في زمن الصديق "إلى هرقل" "بكسر الهاء وإسكان الراء وفتح القاف" على المشهور "صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام، فذكر الحديث" وهو فنزلنا على جملة فدعوناه إلى الإسلام فإذا عليه ثياب سود، فسألناه عن ذلك، قال: حلفت أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام، فقلنا له: والله لنأخذن مجلسك هذا، ولنأخذن ملك الملك الأعظم، أخبرنا بهذا نبينا، قال: لستم بهم، ثم ذكر قصة دخولهم على هرقل، "وأنه أرسل إليهم ليلًا" واستخلى بهم "قال: فدخلنا عليه، فدعا بشيء كهيئة الربعة العظيمة مذهبة فيها بيوت صغار عليها أبواب، ففتح واستخرج" أي: أخرج "حريرة سوداء، فنشرها فإذا فيها صورة حمراء، وإذا رجل" أي: وإذا تلك الصورة صورة رجل، "ضخم العينين عظيم الأليتين، لم أر مثل طول عنقه، وإذا له ضفيرتان" "بالضاد المعجمة" خصلتان من الشعر، "أحسن ما خلق الله تعالى، قال: أتعرفون هذا؟، قلنا: لا، قال: هذا آدم عليه السلام، ثم فتح بابًا آخر،