للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج حريرة فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا فيها -والله- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتعرفون هذا؟ قلنا: نعم، محمد رسول الله ونبينا، والله إنه قام قائمًا ثم جلس وقال: إنه لهو؟ قلنا: نعم إنه لهو كأنك تنظر إليه، فأمسك ساعة ينظر إليها، ثم قال: أما والله إنه لآخر البيوت، ولكن عجلته لكم لأنظر ما عندكم. الحديث، وفيه ذكر صور الأنبياء: إبراهيم وموسى وعيسى وسليمان وغيرهم. قال: فقلنا له: من أين لك هذه الصور؟ فقال: إن آدم سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده فأنزل عليه صورهم، فكان في خزانة آدم عند مغرب الشمس، فاستخرجها ذو القرنين من مغرب الشمس فدفعها إلى دانيال.


فاستخرج حريرة سوداء، وإذا فيها صورة بيضاء، فإذا رجل أحمر العينين ضخم الهامة" عظيم الرأس، "حسن اللحية، فقال: أتعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح عليه السلام، ثم فتح بابًا آخر وأخرج حريرة، فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا فيها -والله- رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقال: أتعرفون هذا"؟ أسقط من رواية البيهقي، فبكينا، "قلنا: نعم، محمد رسول الله ونبينا، والله إنه" أي: هرقل "قام قائمًا، ثم جلس" تعظيمًا لصورته، "وقال: إنه لهو؟ قلنا: نعم، إنه لهو كأنك تنظر إليه، فأمسك ساعة" مدة من الزمن "ينظر إليها، ثم قال: أما" بالفتح والتخفيف، "والله إنه لآخر البيوت، ولكن عجلته لكم لأنظر ما عندكم" من العلم بنبيكم "الحديث، وفيه ذكر صور الأنبياء: إبراهيم وموسى وعيسى وسليمان وغيرهم".
"قال: فقلنا له: من أين لك هذه الصور؟ فقال: إن آدم سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده فأنزل عليه صورهم" إجابة لسؤاله، "فكان في خزانة آدم" أي: ذلك المنزل من صورهم مع صورة آدم "عند مغرب الشمس، فاستخرجها ذو القرنين من مغرب الشمس
فدفعها إلى دانيال" النبي عليه السلام، ثم تنقلت إلى أن وصلت إلى هرقل.
وفي بقية خبر البيهقي: ثم قال هرقل، لو طابت نفسي بالخروج من ملكي لوددت أني كنت عبدًا لأميركم حتى أموت، قال: فلما رجعنا حدثنا أبا بكر، فبكى، ثم قال: لو أراد الله به خيرًا لفعل، ثم قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم واليهود يعرفون نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال في الإصابة: وقد تقدم فيترجمة عدي بن كعب نحو هذه القصة، لكن فيها أنه هشام بن العاصي السهمي، فالله أعلم، وقال فيما تقدم: لا أعرف نسب عدي بن كعب، روى المعافى في الجليس عن عبادة بن الصامت، قال: بعثني أبو بكر ومعي عمرو بن العاصي وأخوه هشام بن العاصي وعدي بن كعب ونعيم بن عبد الله إلى ملك الروم، فدخلنا على جبلة، فذكر قصة طويلة نحو ورقتين، وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>