"والثاني: كقوله تعالى: {يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يس: ١] ، أي: طريق الأنبياء قبلك التوحيد والهدى، والتأكيد بالقسم وغيره رد لقول الكفار لست مرسلًا. "والثالث، كقوله: {وَالذَّارِيَاتِ} الرياح تذر التراب وغيره {ذَرْوًا} [الذاريات: ١] الآية، إلى قوله: {إِنَّ الدِّينَ} الجزاء بعد الحساب {لَوَاقِع} [الذاريات: ٦] الآية، لا محالة، "وهذه الأمور الثلاثة" القرآن والرسول والمعاد، المعبر عنه أولا بالجزاء والوعد والوعيد "متلازمة، فمتى ثبت أن الرسول حق ثبت أن القرآن حق"؛ لأن الرسول اخبر بأنه من عند الله، ومحال على الرسول الكذب، "وثبت المعاد" الرجوع يوم القيامة الذي أخبر به، "ومتى ثبت أن القرآن حق ثبت صدق الرسول الذي جاء به، ومتى ثبت أن الوعد والوعيد حق ثبت صدق الرسول الذي جاء به" لاستحالة خلاف صدقه مع حقيقتهما، "في هذا النوع خمسة فصول: