للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوعيد حق.

فالأول: كقوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: ٧٥-٧٩] .

والثاني: كقوله تعالى: {يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يس: ١-٣] .

والثالث: كقوله: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: ١٠] ، إلى قوله: {إِنَّ الدِّينَ لَوَاقِع} .

وهذه الأمور الثلاثة متلازمة، فمتى ثبت أن الرسول حق، ثبت أن القرآن حق، وثبت المعاد، ومتى ثبت أن القرآن حق ثبت صدق الرسول الذي جاء به، ومتى ثبت أن الوعد والوعيد حق ثبت صدق الرسول الذي جاء به.

وفي هذا النوع خمسة فصول.


"فالأول" وهو أن القرآن حق، "كقوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ} بزيادة لا {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} بمساقطها لغروبها، {وَإِنَّهُ} ، أي: القسم بها {لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} أي: لو كنتم من ذوي العلم لعلمتم عظم هذا القسم، {إِنَّهُ} ، أي: المتلو عليكم {لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} النفع، لاشتماله على أصول العلوم المهمة في إصلاح المعاش والمعاد، أو حسن مرضى في جنسه {فِي كِتَابٍ} مكتوب {مَكْنُونٍ} مصون، وهو المصحف، {لَا يَمَسُّهُ} خبر بمعنى النهي {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: ٧٥] ، أي: الذين طهروا أنفسهم من الأحداث، ويأتي بسط هذا.
"والثاني: كقوله تعالى: {يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يس: ١] ، أي: طريق الأنبياء قبلك التوحيد والهدى، والتأكيد بالقسم وغيره رد لقول الكفار لست مرسلًا.
"والثالث، كقوله: {وَالذَّارِيَاتِ} الرياح تذر التراب وغيره {ذَرْوًا} [الذاريات: ١] الآية، إلى قوله: {إِنَّ الدِّينَ} الجزاء بعد الحساب {لَوَاقِع} [الذاريات: ٦] الآية، لا محالة، "وهذه الأمور الثلاثة" القرآن والرسول والمعاد، المعبر عنه أولا بالجزاء والوعد والوعيد "متلازمة، فمتى ثبت أن الرسول حق ثبت أن القرآن حق"؛ لأن الرسول اخبر بأنه من عند الله، ومحال على الرسول الكذب، "وثبت المعاد" الرجوع يوم القيامة الذي أخبر به، "ومتى ثبت أن القرآن حق ثبت صدق الرسول الذي جاء به، ومتى ثبت أن الوعد والوعيد حق ثبت صدق الرسول الذي جاء به" لاستحالة خلاف صدقه مع حقيقتهما، "في هذا النوع خمسة فصول:

<<  <  ج: ص:  >  >>