قال ابن عطية: معناه يكتبون سطورًا، فإن أراد الملائكة، فهو كتب الأعمال وما يوزن به، وإن أراد بني آدم، فهي الكتب المنزلة والعلوم وما جرى مجراها، {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} ، أي: انتفى الجنون عنك بسبب إنعام ربك عليك بالنبوة وغيرها، وهذا رد لقولهم: إنه مجنون، {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا} ثوابًا {غَيْرَ مَمْنُونٍ} منقطع، {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ١] الآية، أتى بعلي إشارة لاستعلائه عليه، لكونه مجبولًا عليه بغير تكلف، {ن} من أسماء الحروف كـ {الم} و {المص} و {ق} ، واختلف فيها، فقيل: هي أسماء للقرآن" قاله مجاهد: رواه ابن جرير وقتادة، ورواه عبد بن حميد، أي: أن فاتحة كل سورة ابتدأت بنحو هذه الأحرف اسم للقرآن بتمامه ولذا أخبر عنها بالكتاب في قوله: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ} ، والقرآن في قوله: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} [الحجر: ١] . "وقيل: أسماء للسور" وهو قول أكثر المتكلمين، واختيار الخليل وسيبويه، قاله اإمام الرازي، وقد نقض هذا القول بأمور أحسنها أن أسماء السور توقيفية، ولم يرد مرفوعًا ولا موقوفًا عن أحد من الصحابة، ولا التابعين أن هذه أسماء للسور، فوجب إلغاء هذا القول ونقضه الرازي، بأنها لو كانت أسماء لها لوجب اشتهارها بها، وقد اشتهرت بغيرها، كسورة البقرة وآل عمران، "وقيل: أسماء لله"، قاله ابن عباس.