للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا {كهيعص} [مريم: ١] ، {حم، عسق} [الشورى: ١-٢] ، كما قيل: ولعله أراد يا منزلهما.

وقيل: إنه سر استأثر الله بعلمه، وقد روي عن الخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة ما يقرب منه، ولعلهم أرادوا أنها أسرار بين الله ورسوله، لم يقصد بها إفهام غيره، إذ يبعد الخطاب من الله بما لا يفيد.


أخرجه ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي، بإسناد صحيح، "ويدل عليه، أن عليًا رضي الله عنه كان يقول: يا {كهيعص} يا {حم، عسق} .
أخرجه ابن ماجه في تفسيره عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب إنها سمعته يقول: يا كهيعص اغفر لي، "كما قيل": إن قول على ذلك يدل على أنها أسماء الله، "ولعله أراد يا منزلهما"، كما قال البيضاوي، فلا يدل على ذلك، قال السيوطي: يرده ما أخرجه ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {كهيعص} ؛ أن معناه يا من يجير ولا يجار عليه، ومثله ما أخرجه عن شهب، قال: سألت مالكًا أينبغي لأحد أن يسمى بيس، قال: لا، يقول الله: {يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} يقول: هذا اسمي تسميت به.
وكذا حديث: إن أتيتم الليلة، فقولوا: حم ولا ينصرون، "وقيل: إنه سر" أي: أمر خفي "استأثر الله بعلمه".
أخرجه أبو الشيخ وابن المنذر عن داود بن أبي هند، قال: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور، فقال: يا داود إن لكل كتاب سرًا، وإن سر هذا القرآن فواتحه، فدعها وسل عما بدا لك.
"وقد روي عن الخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة" فحكاه الثعلبي وغيره عن أبي بكر وعلي وكثير، وحكاه السمرقندي عن عمر وعثمان وابن مسعود، ونقله الرازي عن ابن عباس "ما يقرب منه".
وحكاه القرطبي عن الثوري والربيع بن خيثمة وابن الأنباري وأبي حاتم وجماعة من المحدثين، واختاره ومال إليه الرازي، "ولعلهم أرادوا أنها أسرار بين الله ورسوله لم يقصد بها إفهام غيره" لا أنه أمر انفرد بعلمه تعالى، كما قد يقتضيه لفظ استأثر، "إذ يبعد الخطاب من الله" لرسوله "بما لا يفيد" وهذه عبارة البيضاوي في أول البقرة وما ترجاه، جزم به العلم السخاوي، فقال: المروي عن الصدر الأول في التهجي أنها أسرار بين الله وبين نبيه صلوات الله عليه، وقد يجري بين المحترمين كلمات معميات، تشير إلى سر بينهما، وتفيد تحريض الحاضرين على استماع ما بعد ذلك، وها معنى على قول السلف: حروف التهجي ابتلاء لتصديق المؤمنين وتكذيب الكافرين، هذا وهي أعلام توقظ من رقدة الغفلة بنصح التعليم، وتنشط

<<  <  ج: ص:  >  >>