للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهل المراد بقوله هنا: {ن} اسم الحوت، وهل المراد به الجنس أو اليهموت وهو الذي عليه الأرض.

وقيل: المراد به الدواة وهو مروي عن ابن عباس، ويكون هذا قسمًا بالدواة والقلم، فإن المنفعة بهما بسبب الكتابة عظيمة، فإن التفاهم تارة يحصل بالنطق وتارة بالكتابة.

قيل: إن "نون" لوح من نور تكتب فيه الملائكة ما يأمرهم به الله. رواه معاوية بن قرة مرفوعًا.


في إلقاء السمع على شهود القلب للتعظيم. انتهى.
"وهل المراد بقوله هنا {ن} اسم الحوت" أو غيره فيه خلاف، فحذف عديل هل لعلمه من قوله الآتي، وقيل: المراد الدواة، "و" على القول بأنه الحوت "هل المراد به الجنس" يعني، أي: حوت كان "أو اليهموت، وهو الذي عليه عليه الأرض"، وبهذا علم سقوط دعوى زيادة هل الثانية.
"وقيل: المراد به الدواة" عللة البيضاوي؛ بأنه بعض الحيتان يستخرج منه شيء أشد سوادًا من الحبر يكتب به، "وهو مروي عن ابن عباس" وقتادة والضحاك.
قال ابن عطية: فهذا إما أن يكون لغة لبعض العرب أو تكون لفظة أعجمية عربت، وقال الشاعر:
إذا ما الشوق برح بي إليهم ... ألقت النون بالدمع السجوم
فمن قال: إنه اسم الحوت جعل القلم الذي خلقه الله وأمره بكتب الكائنات، وجعل ضمير يسطرون للملائكة، ومن قال: اسم للدواة جعل القلم هذا المتعارف بين الناس، ونصر ذلك ابن عباس، وجعل الضمير في يسطرون للناس، "ويكون هذا قسمًا بالدواة والقلم" الذي يكتب به، "فإن المنفعة بهما بسبب الكتابة عظيمة، فإن التفاهم تارة يحصل بالنطق، وتارة بالكتابة" وفي ابن عطية، فجاء القسم على هذا بمجموع أمر الكتاب الذي هو قوام للعلوم والمعارف وأمور الدنيا والآخرة، فإن القلم أخو اللسان وفطنة الفطنة ونعمة من الله عامة. انتهى.
"قيل: إن نون" بالفتح بلا تنوين اسم أن، أو بالسكون على الحكاية، وقرئ بالفتح والكسر، ص "لوح من نور تكتب فيه الملائكة ما يأمرهم به الله، رواه معاوية بن قرة" "بضم القاف وشد الراء" ابن إياس بن هلال المزني أبو إياس البصري، التابعي، الثقة، من رجال الجميع، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن ست وسبعين سنة، "مرفوعًا" مرسلًا، "وعلى المروي عن

<<  <  ج: ص:  >  >>