قال امرؤ القيس: وهل يعمن من كان في العصر الخالي؛ "لأنه مشتمل على الأعاجيب" المختلفة؛ "لأنه يحصل فيه السراء" "بالفتح والمد" الخير والفضل، "والضراء" "بفتح المعجمة والمد" نقيض السراء، "والصحة" في البدن حالة طبيعية، تجري أفعاله معها على المجرى الطبيعي، واستعيرت للمعاني، كصحة الصلاة إذا أسقطت القضاء، وصح العقد إذا ترتب عليه أثره، وصح إذا طابق الواقع، "والسقم" "بضم فسكون مصدر سقم" كقرب، "وبفتحتين مصدر سقم كفرح طال مرضه" "وغير ذلك". "وقيل: ذكر العصر" مبني للمجهول إشارة إلى قول آخر في العصر، أي: قال بعضهم: المراد بالعصر هنا هو "الذي بمضيه" أي: انقضائه "ينقضي عمرك" أيها الإنسان، "فإذا لم يكن في مقابلته كسب" للطاعات "صار ذلك عين الخسران، ولله در القائل: إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يوم مضى نقص من الأجل يعني أنه لا فرح بانقضاء الأيام حقيقة وإن كانت في شدة؛ لأنها نقص من أجل الإنسان، وقال قتادة: العصر العشي، وقال أبي بن كعب: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن العصر، فقال: أقسم ربك بآخر النهار، وقيل: اليوم والليل، ومنه قول حميد: ولن يلبث العصران يوم وليلة ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمما أي: قصدا، وقيل: بكرة وعشية، وهما الإيرادان وقال مقاتل: العصر الصلاة الوسطى، أقسم بها، حكاه ابن عطية.