للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} الآية [النساء: ٦٩] .

وهذا عام في المطيعين لله تعالى من أصحاب الرسول ومن بعدهم، وعام في المعية في هذه الدار، وإن فاتت فيها معية الأبدان.

وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآية أن ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان


"وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ} فيما أمرا به، {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} أفاضل أصحاب الأنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق " {وَالشُّهَدَاءِ} القتلى في سبيل الله " {وَالصَّالِحِينَ} " [النساء: ٦٩] الآية، غير من ذكر "الآية" أي: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} .
أي: رفقاء في الجنة؛ بأن يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم، وإن كان مقرهم في درجات عالية بالنسبة إلى غيرهم.
قال البيضاوي: قسمهم أربعة أقسام: باعتبار منازلهم في العلم والعمل، وهم الأنبياء الفائزون بكمال العلم والعمل، المجاوزون حد الكمال إلى درجة التكميل، ثم صديقون صعدت نفوسهم تارة إلى مراقي النظر في الحجج والآيات، وأخرى إلى معارج القدس بالرياضة والتصفية، حتى اطلعوا على ما لم يطلع عليه غيرهم، ثم شهداء بذلوا نفوسهم في إعلاء كلمة الله وإظهار الحق، ثم صالحون صرفوا أعمارهم في طاعته، وأموالهم في مرضاته. انتهى.
"وهذا عام في المطيعين لله تعالى من أصحاب الرسول ومن بعدهم، وعام في المعية في هذه الدار" الدنيا لعموم اللفظ، "وإن فاتت فيها معية الأبدان"، وذلك فيمن آمن في زمنه صلى الله عليه وسلم ولم يره، ومن آمن بعده إلى يوم القيامة بقيد الطاعة، "وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآية أن ثوبان" بفتح المثلثة والموحدة، ابن بجدد بضم الموحدة وسكون الجيم، وضم الدال المهملة الأولى، وقيل: ابن جحدر، بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة، "مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال في الإصابة: يقال: إنه من العرب من حكم ابن سعد بن حمير، وقيل: من السراة، اشتراه ثم أعتقه، فخدمه إلى أن مات، ثم تحول إلى الرملة، ثم حمص، ومات بها سنة أربع وخمسين، قاله: ابن سعد وغيره.
وروى ابن السكن، عن يوسف بن عبد الحميد، حدثني ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأهله، فقلت: أنا من أهل البيت، فقال: في الثالثة نعم، ما لم تقم على باب سدة، أو تأتي أميرًا فتسأله.
وروى أبو داود، عن أبي العالية عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يتكفل لي أن

<<  <  ج: ص:  >  >>