للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ينبغي لنا أن نفارقك، فإنك لو قد مت لرفعت فوقنا ولم نرك، فأنزل الله الآية.

وذكر عن عكرمة مرسلًا: أتى فتى صغير السن لرسول الله فقال: يا نبي الله، إن لنا منك نظرة في الدنيا ويوم القيامة، لا نراك؛ لأنك في الجنة في الدرجات العلى، فأنزل الله هذه الآية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت معي في الجنة".

فيها أيضا روايات أخر ستأتي إن شاء الله تعالى في مقصد محبته عليه الصلاة والسلام.

لكن قال المحققون: لا ننكر صحة هذه الروايات، إلا أن سبب نزول هذه


الوداعي، أبي عائشة الكوفي، ثقة فقيه، عابد مخضرم، مات سنة اثنتين، ويقال: سنة ثلاث وستين، من رجال الجميع، قال: "قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك" اعتذارًا عن كثرة ملازمتهم له، المقتضية للملال عادة، "فإنك لو قد" "بفتح فسكون "مت" بضم الميم"، ضبطه بعض العلماء الموثوق بهم، وتجويز ضم القاف وشد الدال مكسورة وسكون الميم، أي: قدمت علينا، أي: سبقتنا تحاشيا عن خطابه، بلفظ مت أدبًا، وأنه أولى خلاف المتبادر "لرفعت فوقنا ولم، نرك، فأنزل الله": {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} "الآية" وفي هذا إن قائلي ذلك جمع كثير لقوله أصحاب محمد، "وذكر" بالبناء للفاعل، أي: ابن أبي حاتم أيضًا بسنده "عن عكرمة" مولى ابن عباس "مرسلًا، قال: أتى فتى" أي: "صغير السن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله إن لنا منك نظرة في الدنيا"، أي: إنا نراك ونتمتع برؤيتك فيها، وعبر بالوحدة لقصر المدة، "ويوم القيامة لا نراك؛ لأنك في الجنة، في الدرجات العلى، فأنزل الله هذه الآية" وللطبراني وابن مردويه بسند لا بأس به، عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت إنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى نزل جبريل بهذه الآية {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُول} ، "فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت معي في الجنة" إن شاء الله، كما هو بقية رواية عكرمة.
وأخرج ابن جرير نحوه من مرسل سعيد بن المسيب ومسروق والربيع وقتادة والسدي، "وفيها أيضًا روايات أخر" بنحوها "ستأتي إن شاء الله تعالى في مقصد محبته عليه الصلاة والسلام" وهو السابع التالي لهذا.
"لكن قال المحققون: لا ننكر صحة هذه الروايات إلا أن، سبب نزول هذه الآية

<<  <  ج: ص:  >  >>