للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُطِعِ اللَّهَ} أي في كونه إلهًا، وطاعة الله في كونه إلهًا هي معرفته والإقرار بجلاله وعزته وكبريائه وصمديته، فصارت هذه الآية تنبيهًا على أمرين عظيمين من أحوال المعاد.

فالأول: أن منشأ جميع السعادات يوم القيامة إشراف الروح بأنوار معرفة الله، فكل من كانت هذه الأنوار في قلبه أكثر، وصفاؤها أقوى كان إلى السعادة أقرب، وإلى الفوز بالنجاة أوصل.

والثاني: أن الله تعالى ذكر في الآية السابقة وعد أهل الطاعة بالأجر العظيم والثواب الجسيم، ثم ذكر في هذه الآية وعدهم بكونهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

وليس المراد بكون من أطاع الله وأطاع الرسول مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين كون الكل في درجة واحدة؛ لأن هذا يقتضي التسوية في الدرجة بين الفاضل والمفضول، وذلك لا يجوز، فهذا هو المراد من هذه المعية وقد ثبت


معللًا بذلك الوصف، وإذا"، أي: حيث "ثبت هذا" وتقرر في الأصول، "فنقول قوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ} ، أي: في كونه إلهًا، وطاعة الله في كونه إلهًا هي معرفته" بالآية الدالة عليه، "والإقرار" الاعتراف "بجلاله": عظمته "وعزته": غلبته "وكبريائه" عظمته.
قال تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، "وصمديته" احتياج الخلق إليه على الدوام، "فصارت هذه الآية تنبيهًا" أي: منبهة "على أمرين عظيمين من أحوال المعاد، فالأول أن منشأ جميع السعادات يوم القيامة إشراق الروح بأنوار معرفة الله"، المؤدية إلى الإيمان به وطاعة أمره، "فكل من كانت هذه الأنوار في قلبه أكثر، وصفاؤها أقوى كان إلى السعادة أقرب وإلى الفوز بالنجاة أوصل" أكثر وصولًا، "والثاني: إن الله تعالى ذكر في الآية السابقة" على هذه اآية، "وعد" مصدر "أهل الطاعة بالأجر العظيم والثواب الجسيم".
وفي نسخة الجزيل، بقوله: ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا، وإذا لآتيناهم الآية، "ثم ذكر في هذه الآية وعدهم بكونهم مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وليس المراد بكون من أطاع الله وأطاع الرسول مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كون الكل في درجة واحدة؛ لن هذا يقتضي التسوية في الدرجة بين الفاضل والمفضول، وذلك لا يجوز" بدلالة النصوص الكثيرة، فالمراد كونهم في الجنة "بحيث يتمكن كل واحد منهم من رؤية الآخر، وإن بعد المكان؛ لأن الحجاب إذا زال شاهد بعضهم

<<  <  ج: ص:  >  >>