وهل يخص بالصحيح الثابت ... أو يشمل الحسن نزاع ثابت وزعم أن الثبوت لا يستلزم الصحة، لجواز أنه مع ثبوته ضعيف، أو حسن عقلي، لم يقله أحد "عنه صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال" كما أخرجه الشيخان من حديث أنس وابن مسعود وأبي موسى: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تقول في رجل أحب قومًا ولما يلحق بهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب"، زاد الترمذي من حديث أنس: "وله ما اكتسب"، وفي لفظ قال رجل: يا رسول الله متى قيام الساعة؟، قال: "إنها قائمة، فما أعددت لها"؟ قال: ما أعددت لها من كثير إلا أني أحب الله ورسوله، قال: "فأنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت"؟، قال أنس: فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام ما فرحوا به، فقيل: المراد من أحب قومًا بإخلاص فهو في زمرتهم، وإن لم يعمل عملهم، لثبوت التقارب مع قلوبهم، وقيل: بشرط عمله بمثله أعمالهم، لحديث: "من أحب قومًا على عملهم لثبوت التقارب مع قلوبهم"، وقيل: بشرط عمله بمثله أعمالهم، لحديث: "من أحب قومًا على أعمالهم حشر معهم يوم القيامة". وروى العسكري عن الحسن: لا تغتر يا ابن آدم، بقوله: أنت مع من أحببت، فمن أحب قومًا اتبع آثارهم، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتصبح وتمسي على مناهجهم، حرصًا على أن تكون منهم. وقال ابن العربي: يريد صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب في الدنيا والآخرة، في الدنيا بالطاعة والأدب الشرعي، وفي الآخرة بالمعاينة والقرب الشهودي، فمن لم يتحقق بهذا وادعى المحبة، فهو كاذب، "وثبت أيضًا" في البخاري، عن أنس؛ "أنه" صلى الله عليه وسلم "قال" حين رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة: "إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا نزلتم منزلًا" وفي رواية: "ولا قطعتم وادي "إلا وهم معكم" بالقلوب والنيات، قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟، قال: "وهم بالمدينة،