رواه ابن المنذر، وليس فيه، فأنزل آية المحبة، فلا يصح أنه المراد "ادعى قوم محبة الله" قيل: هم وفد نجران لما قالوا: إنما نعبد المسيح حبًا لله. رواه ابن إسحاق، وابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير، وقيل: هم اليهود لما قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، وقيل: قريش لما قالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله لفى، وبه جزم الجلال. وروى ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن مرسلًا؛ أنهم أقوام زعموا على عهد نبينا حب الله، فأمروا أن يجعلوا لقولهم تصديقًا من العمل، "فأنزل الله آية المحبة: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} ، وقال: {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ، بالجزم في جواب الطلب، والراجح فيه أنه في جواب شرط مقدر تقديره هنا: "إن اتبعتموني يحببكم الله"، "إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها أو فائدتها"، أي: باتباع الرسول، فإن اتباعه علامة على حبه لله تعالى، وثمرة محب الله للعبد مغفرته له، كما أفاده قوله: "فدليلها وعلامتها اتباع الرسول، وفائدتها وثمرتها محبة المرسل" "بكسر السين" أي: الله تعالى نبيه ليبلغ الخلق "لكم" متعلق بمحبة، "فما" مصدرية ظرفية "لم تحصل المتابعة" أي: مدة انتفاء حصولها، "فلا محبة لكم حاصلة" منكم لله، "ومحبته لكم منتفية"، أي: لايحبكم بمعنى: لا يثيبكم، "فجعل سبحانه اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام مشروطًا بمحبتهم لله، وشرطًا لمحبة الله لهم ووجود المشروط ممتنع بدون وجود تحقق شرطه"، وهو اتباع الرسول، "فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة"؛ لأنها مشروطة بمتابعة رسوله، "فانتفاء محبتهم لله لازم لانتفاء المتابعة لرسوله, وانتفاء المتابعة ملزوم لانتفاء محبة الله لهم فيستحيل حينئذ ثبوت محبتهم لله وثبوت محبة الله لهم بدون