للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: ١٥٨] .

أي إلى الصراط المستقيم، فجعل رجاء الاهتداء أثر الأمرين، الإيمان بالرسول واتباعه، تنبيهًا على أن من صدقه ولم يتابعه بالتزام شرعه فهو من الضلالة، فكل ما أتى به الرسول عليه الصلاة والسلام يجب علينا اتباعه إلا ما خصه الدليل.

وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} [التغابن: ٨] يعني القرآن، فالإيمان به صلى الله عليه وسلم واجب متعين على كل أحد، لا يتم إيمان إلا به ولا يصح إسلام إلا معه، قال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} [الفتح: ١٣] أي ومن لم يؤمن بالله ورسوله فهو من الكافرين، وإنا أعتدنا للكافرين سعيرًا.

وقال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} .


الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته" القرآن، " {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} " [الأعراف: ١٥٨] الآية، ترشدون، "أي: إلى الصراط المستقيم" صراط الله، "فجعل رجاء الاهتداء" من العبا؛ لأن صيغ الرجاء الواقعة في القرآن مصروفة إلى العباد، يعني أن المؤمن يرجو أنه من المهتدين، "أثر" عقب "الأمرين الإيمان بالرسول واتباعه تنبيهًا على أن من صدقه ولم يتابعه بالتزام شرعه فهو في الضلالة، فكل ما أتى به الرسول عليه الصلاة والسلام" من قول أو فعل أو غيرهما "يجب علينا اتباعه، إلا ما خصه الدليل" به، فلا يجب، بل يجزم تارة، كالزيادة على أربع، وتارة يكره كالوصال.
"وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنّ ُرِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} [التغابن: ٨] ، يعني القرآن"، سماه نورًا؛ لأنه بإعجازه طاهر بنفسه، مظهر لغيره مما فيه شرحه وبيانه، فيستضاء به من ظلمات الجهل ويقتبس منه أنوار الهداية والفضل، "فالإيمان به صلى الله عليه وسلم واجب متعين على كل واحد لا يتم إيمان إلا به، ولا يصح إسلام إلا معه"، لاستحالة وجود إيمان أو إسلام بدون ذلك شرعًا.
"قال الله تعالى: {مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا} أعددنا وهيأنا " {لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} " [الفتح: ١٣] ، نارًا شديدة، "أي: ومن لم يؤمن بالله ورسوله، فهو من الكافرين، وإنا اعتدنا للكافرين سعيرًا"، إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف، والمذكور علة له؛ لأن الاعتاد لا يترتب على عدم الإيمان بهما، بل الكفر وجزاؤه السعير، "وقال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: ٦٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>