"وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنّ ُرِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} [التغابن: ٨] ، يعني القرآن"، سماه نورًا؛ لأنه بإعجازه طاهر بنفسه، مظهر لغيره مما فيه شرحه وبيانه، فيستضاء به من ظلمات الجهل ويقتبس منه أنوار الهداية والفضل، "فالإيمان به صلى الله عليه وسلم واجب متعين على كل واحد لا يتم إيمان إلا به، ولا يصح إسلام إلا معه"، لاستحالة وجود إيمان أو إسلام بدون ذلك شرعًا. "قال الله تعالى: {مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا} أعددنا وهيأنا " {لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} " [الفتح: ١٣] ، نارًا شديدة، "أي: ومن لم يؤمن بالله ورسوله، فهو من الكافرين، وإنا اعتدنا للكافرين سعيرًا"، إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف، والمذكور علة له؛ لأن الاعتاد لا يترتب على عدم الإيمان بهما، بل الكفر وجزاؤه السعير، "وقال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: ٦٥] .