للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنقطع فيها أعناق المطي.

ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن لا ترفع الأصوات فوق صوته، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات: ٢] .

قال الرازي: أفاد أنه ينبغي أن لا يتكلم المؤمن عنده صلى الله عليه وسلم كما يتكلم العبد عند سيده؛ لأن العبد داخل في قوله تعالى: {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض} ؛ لأنه للعموم، فلا ينبغي أن يجهر المؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم كما يجهر العبد للسيد، وإلا كان قد جهر له كما يجهر بعضكم لبعض.

قال: ويؤيد ما ذكرناه قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: ٦] ، والسيد ليس أولى عند عبده من نفسه، حتى لو كانا في مخمصة


وفي رواية: فأشار إليه يأمره أن يصلي، وأخرى: فدفع في صدره ليتقدم، فأبى "سعيًا" خبر كمان "إلى قدام"، أي: كان في المعنى شروعًا وعملًا في طلب التقدم عبد الله بسبب أدبه مع نبيه، فنال "بكل خطوة إلى وراء" فهو متعلق بمقدر "مراحل" مفعول المقدر "إلى قدام تنقطع فيها أعناق المطي"، ولا توصل إليها، "ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم؛ أن لا ترفع الأصوات فوق صوته"؛ لأنه يدل على قلة الاحتشام وترك الاحترام، ومن خشي قلبه ارتجف وضعفت حركته الدافعة، فلا يخرج منه الصوت بقوة، ومن لم يخف بالعكس، "كما قال تعالى: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} " إذا نطقتم " {فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} " إذا نطق، " {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} " إذا ناجيتموه، " {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} " بل دون ذلك إجلالًا له.
قال المصنف: وليس المراد بنهي الصحابة عن ذلك؛ أنهم كانوا مباشرين ما يلزم منه الاستخفاف والاستهانة، فكيف وهم خير الناس، بل المراد؛ أن التصويت بحضرته مباين لتوقيره وتعزيره.
"قال الرازي: أفاد أنه ينبغي أن لا يتكلم المؤمن عنده صلى الله عليه وسلم كما يتكلم العبد عند سيده"، بل يكون صوته دون صوته مع سيده؛ "لأن العبد داخل في قوله: {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات: ٢] ؛ "لأنه للعموم" فيشمل ذلك، "فلا ينبغي أن يجهر المؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم، كما يجهر العبد للسيد، وإلا كان قد جهر له كما يجهر بعضكم لبعض" فيدخل في النهي، "قال: ويؤيد ما ذكرناه قوله تعالى: " {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} " [الأحزاب: ٦] الآية، "والسيد ليس أولى عند عبده من نفسه حتى لو كانا في مخمصة".

<<  <  ج: ص:  >  >>