قال المصنف: وليس المراد بنهي الصحابة عن ذلك؛ أنهم كانوا مباشرين ما يلزم منه الاستخفاف والاستهانة، فكيف وهم خير الناس، بل المراد؛ أن التصويت بحضرته مباين لتوقيره وتعزيره. "قال الرازي: أفاد أنه ينبغي أن لا يتكلم المؤمن عنده صلى الله عليه وسلم كما يتكلم العبد عند سيده"، بل يكون صوته دون صوته مع سيده؛ "لأن العبد داخل في قوله: {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات: ٢] ؛ "لأنه للعموم" فيشمل ذلك، "فلا ينبغي أن يجهر المؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم، كما يجهر العبد للسيد، وإلا كان قد جهر له كما يجهر بعضكم لبعض" فيدخل في النهي، "قال: ويؤيد ما ذكرناه قوله تعالى: " {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} " [الأحزاب: ٦] الآية، "والسيد ليس أولى عند عبده من نفسه حتى لو كانا في مخمصة".