للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإخبار بالنفي المحض، وثالثًا: على الاستفهام.

والحكمة من الغط ثلاثًا، شغله عن الالتفات لشيء آخر، وإظهاره الشدة والجد في الأمر، تنبيهًا على ثقل القول الذي سيلقى إليه.

وقيل: إبعادًا لظن التخيل والوسوسة، لأنهما ليسا من صفات الجسم، فلما وقع ذلك بجسمه علم أنه من أمر الله.

فإن قلت: من أين عرفه صلى الله عليه وسلم أن جبريل ملك من عند الله، وليس من الجن؟ فالجواب من وجهين:

أحدهما: أن الله تعالى أظهر على يدي جبريل عليه السلام معجزات عرفه بها............


الإخبار بالنفي المحض، وثالثًا: على الاستفهام" بدليل روايتي: "كيف أقرأ"؟. "وماذا أقرأ"؟. كما مر، فهو حجة للأخفش في جواز دخول الباء في الخبر المثبت، وبه جزم بعض الشراح ومرت حكمة تكرير اقرأ، "والحكمة من الغط ثلاثًا شغله عن الالتفات لشيء آخر، وإظهاره الشدة والجد في الأمر" وأن يأخذ الكتاب بقوة "تنبيهًا على ثقل القول" القرآن "الذي سيلقى إليه" فإنه لما فيه من التكاليف ثقيل على المكلفين، سيما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يتحملها ويحملها أمته، قاله البيضاوي.
"وقيل: إبعادًا لظن التخيل والوسوسة" اللذين ظنهما عليه الصلاة والسلام قبل؛ كما في رواية يونس عن ابن إسحاق بسنده إلى أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل: أنه صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: "إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، وقد خشيت والله أن يكون لهذا أمر"، قالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك ذلك، إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث. "لأنهما ليسا من صفات الأجسام، فلما وقع ذلك" الغط ثلاثًا "بجسمه علم أنه من أمر الله" فاطمأن، وقيل: الغطة الأولى للتخلي عن الدنيا، والثانية: لما يوحى إليه، والثالثة: للمؤانسة.
وقيل: إشارة إلى الشدائد الثلاث التي وقعت له وهي الحصر في الشعب وخروجه إلى الهجرة وما وقع يوم أحد، وفي الإرسالات الثلاث إشارة إلى حصول الفرج والتيسير له عقب الثلاث أو في الدنيا والبرزخ والآخرة. وقيل: للمبالغة في التنبيه، ففيه أنه ينبغي للمعلم الاحتياط في تنبيه المتعلم وأمره بإحضار قلبه. "فإن قلت: من أين عرف صلى الله عليه وسلم أن جبريل ملك من عند الله، وليس من الجن" وبم عرف أنه حق لا باطل؟ "فالجواب من وجهين أحدهما" يجوز "أن الله تعالى أظهر على يدي جبريل عليه السلام معجزات عرفه بها" ولم تذكر لأنها مما لا تحيط

<<  <  ج: ص:  >  >>