"كما أظهر الله تعالى على يدي محمد صلى الله عليه وسلم معجزات عرفناه بها" وعلى هذا اقتصر في الكوكب وعمدة القارئ "وثانيهما: أن الله خلق في محمد صلى الله عليه وسلم علمًا ضروريًا بأن جبريل من عند الله ملك لا جني ولا شيطان" عطف مباين بالصفة على ما ذكر الحافظ: أن من كان كافرًا سمي شيطانًا وإلا فهو جني أو بالذات على ما في المقاصد أن الغالب على الجن عنصر الهواء وعلى الشياطين عنصر النار، "كما أن الله تعالى خلق في جبريل علمًا ضروريًا بأن المتكلم معه هو الله تعالى، وأن المرسل له ربه تعالى لا غيره" ولعل الثاني أولى "وقول ورقة: يا ليتني فيها جذعًا الضمير للنبوة" أي: مدة النبوة، زاد الحافظ: أو الدعوة والعيني أو الدولة، واستشكل هذا النداء، بأن لا منادى ثم يطلب إقباله بيا وبأن ليت حرف النداء، لا يدخل على، فجعل أبو البقاء والأكثر المنادى محذوفًا، أي: يا محمد! وضعفه ابن مالك بأن قائل ليتني قد يكون وحده، فلا يكون معه منادى؛ كقول مريم: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ} ، وأجيب بأنه يجوز أن يجرد من نفسه نفسًا يخاطبها كأن مريم قالت: يا نفسي ليتني، فكذا يقدر هنا. وضعف ابن مالك دعوى الحذف أيضًا؛ بأنه إنما يجوز إذا كان الموضع الذي ادعى فيه حذفه مستعملا فيه ثبوته كحذف المنادى قبل أمر، نحو: "ألا يا اسجدوا". في قراءة الكسائي، أي: يا قوم أو دعاء، نحو: ألا يا سلمى، أي: ألا يا دار فحسن حذف المنادى قبلها اعتياد ثبوته، نحو: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ} ، {يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} ، بخلاف ليت فلم تستعمله العرب ثابتًا قبلها، فادعاء حذفه باطل ورده العيني بأنه لا ملازمة بين جواز الحذف وبين ثبوت استعماله، قلت: وهو رد لين والذي اختاره ابن مالك أن يا هذه لمجرد التنبيه مثل: ألا في: ألا ليت شعري، هو الوجيه. وفسر جذعًا بقوله: "أي: ليتني كنت شابًا عند ظهورها حتى أبالغ في نصرتها وحمايتها" بنصرك وحمايتك، وفي مرسل عبيد بن عمير: لئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرًا يعلمه، "وأصل الجذع" قال ابن سيده: مفرد جذعان وجذاع بالكسر والضم وأجذاع، قال