"وأخرج البيهقي من طريق العلاء بن جارية" بجيم وراء وتحتية "الثقفي" صحابي؛ كما في الإصابة وغيرها، لكن الراوي هنا إنما هو حفيده فالذي عند البيهقي من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان العلاء بن جارية الثقفي وكان واعية، أي: للعلم فسقط على المصنف اسمه واسم أبيه وكنية جده المسمى بالعلاء وأتى باسمه وليس هو الراوي؛ لأن ابن إسحاق ليس تابعيًا بل من صغار الخامسة، وقد قال: حدثني، فإنما الراوي حفيد العلاء وهو عبد الملك. "عن بعض أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله كرامته وابتداءه" عطف تفسير "بالنبوة كان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه وسمع منه" ذكره لأنه لا يلزم من السلام أن يسمعه وكان ابتداء ذلك قبل النبوة بسنتين على ما روى ابن الجوزي، عن ابن عباس، قال: أقام صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة سبعًا يرى الضوء والنور ويسمع الصوت، وثمان وستين يوحى إليه، قال الخازن: وهذا إن صح يحمل على سنتين قبل النبوة فيما كان يراه من تباشيرها وثلاث سنين بعدها قبل إظهار الدعوة، وعشر سنين معلن بالدعوة بمكة، انتهى. وهو حمل مناف لقوله ثمانية، اللهم إلا أن يقال الحق سنتين من ابتداء العشر بما قبلها؛ لعدم ظهور الدعوة فيهما كل الظهور. "فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وعن يمينه وعن شماله، فلا يرى إلا الشجر وما حوله من الحجارة، وهي تحية بتحية النبوة" التي لم تكن معروفة قبلها إكرامًا وإعلامًا بأنه سيوحى إليه بالرسالة، تقول: "السلام عليك يا رسول الله ... الحديث" وأفاد المصنف فيما يأتي استمرار.