للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل إن ذلك وقع لامرأة من الأنصار معه صلى الله عليه وسلم يقظة، ولابن أبي المجد سيدي إبراهيم الدسوقي.

ألا يا محب المصطفى زد صبابة ... وضمخ لسان الذكر منك بطيبه

ولا تعبان بالمبطلين فإنما ... علامة حب الله حب حبيبه

وكذلك كل حب في الله، كما في الصحيحين، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب


في حبه عليه الصلاة والسلام، مع أنها عينها، كما قال: "من أحب الله فقد أحبني"؛ لأني الداعي إلى الله، الموصل إليه.
"وقيل: إن ذلك وقع لامرأة من الأنصار معه صلى الله عليه وسلم يقظة"، فإن ثبت فلا منافاة، كما لا يخفى، "ولابن أبي المجد" العارف بالله تعالى، "سيدي إبراهيم الدسوقي"، الشريف، الحسينيد، وقد ذكر نسبه في اللواقح، فقال إبراهيم بن أبي المجد بن قرش بن محمد بن أبي النجاء بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد بن أبي الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالق بن أبي القاسم بن جعفر الزكي بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي الزاهد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، تفقه على مذهب الشافعي، ثم اقتفى آثار الصوفية وجلس في مرتبة الشيخوخة، وحمل الراية البيضاء، وعاش ثلاثًا وأربعين سنة، ولم يغفل قط عن امجاهدة للنفس والهوى والشيطان، حتى مات سنة ست وسبعين وستمائة، "ألا يا محب المصطفى زد صبابة" "بفتح الصاد" شوقًا، أو رقته وحرارته، أو رقة هوى "وضمخ" "بمعجمتين بينهما ميم" الطخ "لسان الذكر" لله تعالى الذي تستعمله "منك بطيبه"، بإثناء عليه وتعظيمه صلى الله عليه وسلم "ولا تعبان" أي: لا تهتم ولا تبال "بالمبطلين"، الزاعمين أن ذلك يشغل عن الله تعالى "فإنما علامة حب الله حب حبيبه" وزعمهم باطل، كيف، وقد قال: أحبوني لحب الله "وكذلك كل حب في الله، ولله كما في الصحيحين".
البخاري في الإيمان والأدب، ومسلم في الإيمان، عن أبي قلابة "عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث" مبتدأ، خبره جملة "من كن" أي: حصلن "فيه"، فهي تامة "وجد"، أي: أصاب، ولذا اكتفى بمفعول واحد، أعني "حلاوة الإيمان"، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأن التنوين عوض عن المضاف إليه، أي: ثلاث خصال، أو لأنه صفة موصوف محذوف، وهو مبتدأ حقيقة، أي: خصال ثلاث، أو لأن الجملة الشرطية صفته، والخبر "أن يكون الله ورسوله أحب"،

<<  <  ج: ص:  >  >>