للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد هو ورسوله، فمن رضي الله ربًّا رضيه الله له عبدًا.

ومعنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في الدين، ويؤثر ذلك على أغراض الدنيا، ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك الرسول، قاله النووي.

وقال غيره: معناه أن من استكمل الإيمان علم أن حق الله ورسوله آكد عليه من حق والده وولده وجميع الناس؛ لأن الهدى من الضلالة، والخلاص من النار، إنما كان بالله على لسان رسوله.

وفي قوله عليه الصلاة والسلام: "حلاوة الإيمان" استعارة تخييلية، فإنه شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو، وأثبت له لازم ذلك الشيء وأضافه إليه، وفيه تلميح إلى قضية المريض والصحيح؛ لأن المريض الصفراوي يجد طعم العسل مرًّا،


إلى العبد هو" تعالى "ورسوله" عليه السلام "فمن رضي بالله ربا رضيه الله له عبدًا"، بمعنى أثابه جزيل الثواب، "ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في الدين"، فاستعمال الحلاوة فيه مجاز مرسل من ذكر الملزوم وإرادة اللازم "ويؤثر" لفظ الفتح، وإيثار "ذلك على أعراض الدنيا ومحبة العبد لله تحصل"، أي: تتحقق وتوجد "بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك الرسول، قاله النووي": بمعنى أن فعل الطاعة علامة على محبة العبد، فليس عين المحبة، بل هو مسبب عنها، كما أشار إليه البيضاوي، في إن كنتم تحبون الله.
"وقال غيره: معناه أن من استكمل الإيمان علم أن حق الله ورسوله آكد عليه من حق والده وولده وجميع الناس؛ لأن الهدى من الضلالة والخلاص من النار إنما كان بالله على لسان رسوله"، فكأن حمله على معنى الحديث قبله: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".
"وفي قوله عليه الصلاة والسلام: "حلاوة الإيمان" كما قال الحافظ "استعارة تخييلية، فإنه شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو، وأثبت له لازم ذلك الشيء، وأضافه إليه"، ولا يتعين هذا فيجوز أنه شبه اللذة الحاصلة من التلبس بالإيمان بحلاوة الحلو، واستعار له اسمه، فتكون استعارة تصريحية، ويجوز أنه مجاز مرسل أطلق الحلاوة وأراد لازمها عند تناولها، وهو اللذة"، وفيه تلميح إلى قضية المريض والصحيح؛ لأن المريض الصفراوي"، الذي غلب خلط الصفراء على مزاجه، "يجد طعم العسل مرًّا" لفساد مزاجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>