للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن المعنى أن كليته مشغولة بي، فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني، ولا يرى ببصره إلا ما أمرته به.

ومنها: أن المعنى، كنت له في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله في المعاونة على عدوه.

ومنها: انه على حذف مضاف، أي حافظ سمعه الذي يسمع به، فلا يسمع إلا ما يحل سماعه، وحافظ بصره كذلك إلخ. قاله الفاكهاني.

قال: ويحتمل معنى آخر أدق من الذي قبله: وهو: أن يكون بمعنى مسموعه؛ لأن المصدر قد جاء بمعنى المفعول، مثل: فلان أملي، بمعنى: مأمولي، والمعنى: أنه لا يسمع إلا ذكري ولا يتلذذ إلا بتلاوة كتابي ولا يأنس إلا بمناجاتي، ولا ينظر


في إيثاره أمري، فهو يحب طاعتي، ويؤثر خدمتي، كما يحب هذه الجوارح"، فهو من التشبيه البيلغ، كزيد أسد.
"ومنها أن المعنى أن كليته"، أي: جملته لا الكلية المنطقية، التي هي الحكم على جميع الأفراد المقابلة للكلي، وهو ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه وللكل وهو ما كان ذا أجزاء "مشغولة بي، فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني، ولا يرى ببصره إلا ما أمرته به", ولا يبطش إلا لمرضاتي، ولا يمشي إلا فيما يقربه إلى.
"ومنها: أن المعنى كنت له في النصرة" "بضم النون" الإعانة والتقوية" "كسمعه وبصره، ويده ورجله في المعاونة"، بيان للنصرة "على عدوه"، وهذا أيضًا على جهة التمثيل، لكنه من جهة أخرى، فغاير الأول.
"ومنها: أنه على حذف مضاف، أي: حافظ سمعه الذي يسمع به، فلا يسمع إلا ما يحل سماعه، وحافظ بصهر كذلك"، أي: فلا يبصر إلا لحلال، "إلخ"، يعني: وحافظ يده وحافظ رجله كذلك، والدليل على المضاف الاستحالة، "قاله" أي: هذا الجواب الرابع "الفاكهاني" في شرح الأربعين، ولم يذكر فيه سواه، وسوى ما نقله بقوله.
"قال" الفاكهاني: "ويحتمل" في الحديث "معنى"، فهو فاعل، أو يحتمل الحديث معنى، فهو نصب المفعولية، والأول أظهر، والخطب سهل "آخر، أدق من الذي قبله، وهو أن يكون" سمعه "بمعنى مسموعة؛ لأن المصدر قد جاء بمعنى المفعول، مثل فلان أملي بمعنى مأمولي"، فأمل مصدر أمل يأمل، من باب طلب، واسم مفعوله مأمول، واسم فاعله آمل، وعبارة الفاكهاني: قالوا: أنت رجائي بمعنى مرجوي "والمعنى أنه لا يسمع إلا ذكري"، سماع تلذذ، "ولا يتلذذ إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>