"وقال العلامة بن القيم" شمس الدين محمد بن أبي بكر: "تضمن هذا الحديث الشريف الإلهي" المنسوب إلى الإله تعالى مما تلقاه المصطفى عنه بلا واسطة أو بها "الذي حرام" أي: ممنوع، فالحرمة لغة المنع ومنه، وحرام على قرية "على غليظ الطبع"، شديده في التباعد عن الحق وعدم الانقياد له، "كثيف القلب"، المراد هنا معنى ما قبله، فهو مساوٍ له، حسنه اختلاف اللفظ، فحرام خبر مقدم، والمبتدأ "فهم معناه و" فهم "المراد به"، فهو بالجر عطف على معناه، وإن اتحدا معنى، كسابقه لاختلاف اللفظ، وقوله "حصر" بالنصب مفعول تضمن "أسباب محبته" تعالى لعبده، فالمصدر مضاف لفاعله "في أمرين، أداء الفرائض والتقرب إليه بالنوافل"، بدل من أمرين ولا يقرأ قوله، والمراد بالرفع مبتدأ خبره حصر، ويعترض عليه، بأن الظاهر حذفه؛ لأن حصر مفعول تضمن؛ إذ لا ملجئ لذلك، فالكلام صحيح بجر المراد، وهو الظاهر أو المتعين "و" تضمن أيضًا "أن المحب لا يزال يكثر في النوافل حتى يصير محبوبًا لله"، فالسبب الثاني هو المحقق لصيرورة العبد محبوبًا لله، بحيث يكون سمعه ... إلخ. "فإذا صار محبوبًا لله أوجبت"، أثبتت "محبة الله له محبة أخرى منه"، أي: العبد "لله فوق المحبة الأولى"، الحاصلة منه قبل "فشغلت هذه المحبة" الثانية "قلبه عن الفكرة والاهتمام بغير محبوبه"، وهو الله عز وجل "وملكت" أي: قصرت تلك المحبة "عليه"، أي: على المحبوب "روحه"، أي: لمحب، بحيث لا تجاوزه للتعلق لغيره، "ولم" الأولى، فلم "بالفاء" "يبق فيه سعة لغيره محبوبه البتة، فصار ذكر محبوبه وحبه" "بضم الحاء والرفع" "ومثله" "بفتحتين"، وصفه "الأعلى" العجيب الشأن، كالقدرة العامة والحكمة التامة، "مالكًا لزمام قلبه" خبر، أي: صار ما ذكر مانعًا لقلبه من التلفت إلى غيره، ففيه استعارة بالكناية،