"وقال الخطابي: التردد في حق الله غير جائز"؛ إذ لا يكون إلا ممن لا يعلم العاقبة فيتعارض عنده مقتضى الفعل والترك، فيتحير في أيهما أولى ليفعله، والله لا يخفى عليه شيء، فيستحيل التردد منه، "والبداء" "بفتح الموحدة والدال المهملة والمد" ظهور مصلحة كانت خفيت "عليه في الأمور غير سائغ" لأنه محال أن يظهر له شيء كان عنه غائبًا، "ولكن له"، أي: الحديث "تأويلان". "أحدهما: أن العبد قد يشرف على الهلاك في أيام عمره من داء يصيبه، وفاقة تنزل به، فيدعو الله فيشفيه منها، ويدفع": يزيل "عنه مكروهها، فيكون ذلك من فعله، كتردد من يريد أمرًا، ثم يبدو له فيه، فيتركه ويعرض عنه"، فليس من التردد الحقيقي في شيء "ولا بد له من لقائه"، أي: الموت، "إذا بلغ الكتاب": المكتوب من العمر "أجله" {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً} [الأعراف: ٣٤] ، {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [المنافقون: ١١] "لأن الله قد كتب الفناء على خلقه" {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٦، ٢٧] ، "واستأثر بالبقاء لنفسه"، فكل شيء هالك إلا وجهه. "والثاني: أن يكون معناه: ما رددت رسلي في شيء أنا فاعله، كترديدي إياهم في