"وقد قال الحكيم": الذي ينطق بالحكمة، "وهو محمود" بن الحسن "الوراق، كما أفاده الحارث بن أسد "المحاسبي" بكسر السين لمحاسبته نفسه، أو لغير ذلك، مر ضبطه وبعض ترجمته قريبًا جدًّا "في كتاب القصد والرجوع"، أحد تصانيفه، وهي نحو مائتين، وقال غيره إنه لمنصور الفقيه، بليغ، كان في أول الدولة العباسية: "تعصي الإله وأنت تظهر حبه، هذا لعمري" أي: حياتي "في القياس بديع": غريب عجيب، مخالف لأنواع القياس "لو كان حبك صادقًا لأطعته، إن المحب" بكسر الهمزة لأنها تعليلية "لمن يحب مطيع" لا يعصيه أصلًا، ويقع في بعض النسخ بيت ثالث، وهو هذا: في كل يوم يبتديك بنعمة ... منه وأنت لشكر ذاك تضيع بضم الفوقية من أضاع، كذا إذا أهمله، وأكثر النسخ، كما في الشفاء بدون هذا الثلاث، "وهذه المحبة تنشأ من مطالعة العبد" أي: نظره "منة الله": نعمه التي أنعم بها "عليه" ومعرفة قدرها، وأنها لا تكون إلا منه "من نعمه الظاهرة والباطنة "بيان لمنة الله تعالى "فبقدر مطالعة ذلك تكون قوة المحبة، ومن أعظم مطالعة منة الله تعالى على عبده، منة" تمييز "تأهله لمحبته ومعرفته ومتابعة حبيبه صلى الله عليه وسلم، وأصل هذا نور يقذفه الله تعالى في قلب ذلك العبد، فإذا دار ذلك النور أشرق له ذاته، فرأى في نفسه" أمرًا عظيمًا، تقصر عنه العبارة" "و" رأى فيما أهلت له من الكمالات والمحاسن، ما لا يمكنه التعبير عنه، فالمفعول محذوف فيهما، "فعلت به همته، وقويت عزيمته، وانقشعت"، انكشفت "عنه ظلمات نفسه وطبعه؛ لأن النور