"وقال المحاسبي في كتاب القصد والرجوع: وعلامة محبة العبد لله عز وجل اتباع مرضاة الله" أي: رضاه "والتمسك بسنن" جمع سنة "رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا ذاق العبد حلاوة الإيمان ووجد طعمه" باتباع مرضاة الله والسنن، "ظهرت ثمرة ذلك على جوارحه ولسانه، فاستحلى اللسان ذكر الله تعالى، وما والاه" مما فيه طاعة لله، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا إن أريد بالذكر ذكر اللسان، "وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله، فحينئذٍ يدخل حب الإيمان في القلب، كما يدخل حب الماء البارد الشديد برده في اليوم الشديد الحر للظمآن الشديد العطش، فيرتفع عنه تعب الطاعة لاستلذاذه بها، بل تبقى الطاعات غذاء" "بمعجمتين والمد" "لقلبه" أي: كالغذاء له "وسرورًا له، وقرة عين في حقه، وتنعيمًا لروحه، يلتذ بها أعظم من اللذات الجثمانية" "بضم الجيم ومثلثة" نسبة إلى الجثمان، وهو الجثة. وفي نسخة: بالسين والجيم مكسورة، أي: أعظم من اللذات الحاصلة للشخص من تناوله ما يلتذ به "فلا يجد في أوراد العبادة كلفه".