للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كان مأمورًا بها لوجب عليه أن يهاجر إلى موسى ويكون معه، ولهذا قال له: أنت موسى نبي بني إسرائيل؟ قال: نعم، ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى جميع الثقلين، فرسالته عامة للجن والإنس في كل زمان، ولو كان موسى وعيسى حيين لكانا من أتباعه.

فمن أدعى أنه مع محمد كالخضر مع موسى، أو جواز ذلك لأحد من الأمة، فليجدد إسلامه، وليشهد شهادة الحق، فإنه مفارق لدين الإسلام بالكلية، فضلًا عن أن يكون من خاصة أولياء الله تعالى.

وإنما هو من أولياء الشيطان وخلفائه ونوابه.

والعلم اللدني الرحماني هو ثمرة العبودية والمتابعة لهذا النبي الكريم، عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، وبه يحصل الفهم في الكتاب والسنة بأمر يختص به صاحبه كما قال علي بن أبي طالب، وقد سئل: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ فقال: لا، إلا فيما يؤتيه الله عبدًا، في كتابه، فهذا هو العلم اللدني الحقيقي.


الخضر مأمورًا بمتابعته" ودليل ذلك أنه "لو كان مأمورًا بها لوجب عليه أن يهاجر إلى موسى ويكون معه"، ولم يفعل؛ لأنه لم يؤمر بذلك، "ولهذا قال له: أنت موسى نبي بني إسرائيل؟ قال: نعم"، فرسالته خاصة بهم "ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى جميع الثقلين، فرسالته عامة للجن والإنس في كل زمان، ولو كان موسى وعيسى حيين لكانا من أتباعه"، كما في الحديث "فمن ادعى أنه مع محمد، كالخضر مع موسى، أو جوز ذلك لأحد من الأمة، فليجدد إسلامه"، لكفره بهذه الدعوى، "وليشهد شهادة الحق"، أي: يعتقد خلاف دعواه باطنًا، ويأتي بالشهادتين ظاهرًا ليعود إلى الإسلام، "فإنه مفارق لدين الإسلام بالكلية، فضلًا عن أن يكون من خاصة أولياء الله تعالى، وإنما هو من أولياء الشيطان وخلفائه ونوابه" في الضلال والإضلال.
"والعلم اللدني الرحماني هو ثمرة العبودية، والمتابعة لهذا النبي الكريم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، وبه يحصل الفهم في الكتاب والسنة، بأمر يختص به صاحبه، كما قال علي بن أبي طالب" أمير المؤمنين "وقد سئل" والسائل له أبو جحيفة، كما في الصحيح، وقيس بن عباد "بضم العين وخفة الموحدة"، والأشتر النخعي، وحديثهما في سنن النسائي، "هل خصكم" أهل البيت النبوي، أو الجمع للتعظيم "رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس" من أسرار

<<  <  ج: ص:  >  >>