وفي نسخة: بما شرعه الله، أي: ما جاء به رسوله وبلغه، لقوله: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: ٦٧] فمآلهما واحد، لكن الأولى أنسب بما الكلام فيه، "حتى لا يجد في نفسه حرجًا مما قضى" أي: ضيقًا أو شكًا. "قال الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} لا مزيدة للتأكيد، ونفي لما تقدمها، أي: ليس كما زعموا أنهم آمنوا بما أنزل إليك، وما أنزل من قبلك، وقيل: لا الثانية زائدة، والقسم معترض بين حرفي النفس {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} أي: يرجعوا لحكمك ويرضوا به {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} من المشاجرة، وهي المخاصمة، وأصل معناه الاختلاط، ومنه الشجر لتداخل أغصانه واختلاطها {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} ضيقًا مما حكمت به، أو من حكمك أو شكا من أجله، فإن الشاك في ضيق من أمره {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥] ، أي: ينقادوا لحكمك، وأكده ليفيد الانقياد ظاهرًا، وباطنًا "فسلب اسم الإيمان عمن وجد في صدره حرجًا من قضائه ولم يسلم له" بقوله: لا يؤمنون.