للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله حلاوة مشربه: في هذه الآية دليل على أن الإيمان الحقيقي لا يحصل إلا لمن حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على نفسه قولًا وفعلًا، وأخذًا وتركًا، وحبًا وبغضًا، ويشتمل ذلك على حكم التكليف وحكم التعريف، والتسليم والانقياد واجب على كل مؤمن في كليهما.

فأحكام التكليف، الأوامر والنواهي المتعلقة باكتساب العباد.

وأحكام التعريف هو ما أورده عليه من فهم المراد.

فتبين من هذا: أنه لا يحصل لك حقيقة الإيمان إلا بالأمرين الامتثال لأمره، والاستسلام لقهره.

ثم إنه سبحانه لم يكتف بنفي الإيمان عمن لم يحكم، أو حكم ووجد


"قال شيخ المحققين وإمام العارفين": جمع عارف، وهو من أشهده الحق نفسه وظهرت عليه الأحوال المعرفة، حاله هكذا ذكره الشيخ فالعالم عنده أعلى مقامًا، من العارف خلافًا للأكثر، فإن العالم من أشهده الله ألوهيته، ولم يظهر عليه حال العلم حاله، وقد قرر ذلك في الفتوحات وكتاب مواقع النجوم.
وفي نسخ المعرفين: وهي أبلغ؛ لأنه الدال على ما يوصل إلى ذلك، فيلزم أن يكون عارفًا، وتلميحًا بقول شيخه المرسي: لأجعلنك سيد الطريقتين "تاج الدين" أحمد بن محمد بن عبد الكريم "بن عطاء الله الشاذلي" السكندري، ثم المصري، وبها مات سنة تسع وسبعمائة، ودفن بالقرافة بقرب بني الوفاء، ومن نظمة.
أعندك عن ليلى حديث محرر ... لا يراده يحيا الرميم وينشر
فعهدي بها العهد القديم وإنني ... على كل في هواها مقصر
"أذاقنا الله حلاوة مشربه" في كتاب التنوير في إسقاط التدبير، "في هذه الآية دلالة على أن الإيمان الحقيقي لا يحصل إلا لمن حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على نفسه قولًا وفعلًا، وأخذًا وتركًا، وحبًّا وبغضًا، ويشتمل ذلك" المذكور "على حكم التكليف وحكم التعريف والتسليم" مبتدأ، "والانقياد" عطف كائن "على كل مؤمن في كليهما"، أي: حكمي التكليف والتعريف، "فأحكام التكليف الأوامر والنواهي، المتعلقة باكتساب العباد" أي: ما دل على الأحكام المستفادة منهما؛ إذ الأوامر ليست هي الأحكام التي يأتي بها المكلف؛ لأنه إنما يأتي بالمأمور، "وأحكام التعريف هو ما أورده عليه من فهم المراد، فتبين من هذا؛ أنه لا يحصل لك حقيقة الإيمان إلا بالأمرين: الامتثال لأمره والاستسلام لقهره"، أي: لما قهرك

<<  <  ج: ص:  >  >>